رئيس التحرير
عصام كامل

حلول عبقرية لمواجهة غياب التلاميذ


نشرت الصحف مؤخرًا أن وزير التربية والتعليم في إحدى جولاته المفاجئة لمدرسة بنات اكتشف أن المدرسة لم يحضر إليها إلا ثلاث تلميذات!

وهذا السؤال الأساسى أين التلميذات والتلاميذ؟


الإجابة أنهم يذهبون ومن الساعة الثامنة صباحًا إلى مراكز الدروس الخصوصية، والتي تحولت إلى دروس عمومية أو بعبارة أخرى إلى مدارس بديلة بعد أن هجر التلاميذ مدارسهم الأصلية!

وماذا عن المدرسات والمدرسين؟ الإجابة لا يدرسون لأنه ليس هناك تلاميذ يلقون عليهم الدروس ويشرفون على تقدمهم الدراسى من ناحية ومن ناحية أخرى هم مشغولون بالدروس الخصوصية، ويعتبرون أن مرتباتهم التي يتقاضونها من الدولة كأنها معاشات مضمونة بمعنى سيأخذونها قاموا بالتدريس أولًا!

في ظل هذا الوضع الكارثى فوجئنا بخبر صحفى يقول إن وزارة التربية والتعليم أرسلت وفدا مكونا من ثلاثة أعضاء إلى اليابان لكى يطلعوا على نظام التعليم اليابانى!

وتلك في الواقع "نكتة" تدل على سيادة "الغيبوبة" لدى أصحاب القرارات الوزارية وهم السادة الوزراء! لأن معنى الخبر أننا لا نعرف حقيقة بديهية وهى أن نظام التعليم في بلد ما وثيق الصلة بثقافة هذا البلد وسماته المميزة.

ومن هنا كان لابد للسيد الوزير الذي أرسل بهذه "البعثة" إلى اليابان أن يعرف أولا أن الثقافة اليابانية باعتبارها "ثقافة آسيوية" تؤمن إيمانا مطلقا بأن "العمل" عبادة، ومن هنا الانتظام الدقيق والذي هو أشبه بالساعة في أداء مختلف الأعمال وسواء كان ذلك في القطاع العام أو في القطاع الخاص.. هناك التزام دقيق بالعمل الذي يؤدى على أكمل وجه وتحت إشراف دقيق للمديرين وهناك التزام دقيق بالوقت وليس هناك مجال إطلاقا للتراخى في العمل.

وأهم من ذلك "التربية" وهى تقوم في اليابان –مع دخولها العصرية من أوسع أبوابها- على احترام القيم التراثية اليابانية سواء في الأسرة أو في مجال العمل. وإذا قارنا ذلك بالثقافة المصرية السائدة لاكتشفنا سيادة قيم التواكل والكسل والفساد وعدم احترام الوقت وظواهر التدين الشكلى وغيرها من السلبيات. ومن المنطقى أن تتسرب هذه القيم السلبية إلى المدرسة.. نحن في حاجة إلى عملية كبرى للإحياء الثقافى.
eyassin@ahram.org.eg
الجريدة الرسمية