رئيس التحرير
عصام كامل

نحن من تآمرنا على أنفسنا!


كالعادة خدعنا أنفسنا نحن كعرب ومسلمين بفهم خاطئ لخطاب أوباما في بداية ولايته الأولى، وعلقنا عليه أماني كاذبة.. دفعنا الثمن غاليًا ومازلنا بعد أن خدعنا هذا الرئيس الأمريكي الذي جاء من أصل أفريقي مسلم.


لقد أخذنا من كلام أوباما في الخطاب إياه ما نحبه، لا ما قصده الرجل، ولا ما سعى إلى تحقيقه استكمالًا لمسيرة أسلافه ورؤيتهم لحاضرنا ومستقبلنا.. وفرطنا في حقوقنا وسيادتنا حتى وجدنا أنفسنا في أتون الصراع والتجاذبات والاستقطابات والحروب والاقتتال الأهلي في ديار العرب بفضل استسلامنا لحروب الجيل الرابع، والتعصب للجماعة تارة، وللطائفة والعرق والمذهب والمصالح الضيقة على حساب الأوطان تارة أخرى.. فهل من حقنا اليوم بعد كل الذي جرى أن نلوم أوباما، أو أن نحمله مسئولية ما جرى، أو نتهمه بالتآمر فنحن تآمرنا على أنفسنا أكثر منه حين ناصب بعضنا الوطن العداء بمنطق الغنيمة.. وماذا أعطاني هذا الوطن؟!

لم يكذب أوباما، ولم يخلف وعده لإسرائيل بالحفاظ عليها من جيرانها، ولم يكن عاجزًا عن وقف عدوانها الذي دمر البشر والحجز في فلسطين.. لكن لماذا يفعل وأصحاب القضية أنفسهم منقسمون يخوّن بعضهم بعضًا ويشوه بعضهم بعضًا.. لم يخن أوباما عهده للوبي الصهيوني بحماية إسرائيل التي خصص لها قبل مغادرة البيت الأبيض نحو 35 مليار دولار كمساعدات عسكرية في السنوات العشر المقبلة لضمان تفوقها تسليحيًا على العرب أجمعين.
الجريدة الرسمية