بالصور.. في رحاب السيد البدوي (2).. حقيقة إحياء شيخ العرب الموتى.. حكاية لعنة تصيب مكذبي خرافات الدراويش.. سر تسلق المريدين أسوار المسجد الأحمدي.. واعتقادهم أنه يراهم ويسمع أحاديثهم
ما حقيقة إحياء السيد البدوي للموتى حسبما يؤكد بعض المريدين؟ ولماذا يلقب بـ«السطوحي» و«صاحب اللثامين» و«شيخ العرب»؟ وهل الرواية التي تقول إنه كان مجرد مجذوب وليس عالمًا ولذلك لا يصح الاقتداء به صحيحة؟ ومتى ألزم شيخ العرب أتباعه بارتداء العمامة الحمراء؟ وما السر وراء اختياره للون الدم؟ كنا طرحنا هذه الأسئلة ونحن نعتلي سطح أحد الأبراج السكنية بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، في الحلقة الأولى من سلسلة حلقاتنا التوثيقية: «في رحاب السيد البدوي».
اقرأ أيضًا:
دولة «الدراويش» تحكم مصر
الشيخ سعيد، مرافقنا خلال رحلتنا التوثيقة لاحتفال مئات الألوف من أبناء الطرق الصوفية بمولد السيد البدوي، والذي أقيم في الفترة من الرابع عشر من أكتوبر وحتى الحادي والعشرين من ذات الشهر.
غادرنا سطح البرج السكني الذي كنا نعلوه وعدنا من جديد للالتحام بالباعة والمارة في الشوارع المحيطة بالمسجد الأحمدي، وأثناء سيرنا الذي كان يشبه زحف السلحفاة من شدة التزاحم، بدأ الشيخ سعيد حديثه قائلًا: الإجابة على ما طرحته من تساؤلات تكمن في سرد سيرة السيد أحمد البدوي، قلت: كلي آذان صاغية؛ أردف: في عام 596 هجرية، 1199 ميلادية، ولد أحمد بن علي البدوي بن إبراهيم، المعروف بـ«السيد أحمد البدوي» والذي يصل نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضى الله عنهما، في مكان يقال له زقاق الحجر يتبع مدينة فاس بالمغرب، وكانت أسرته هاجرت من مكة إلى المغرب فرارًا من ظلم الحجاج الثقفي.
طقس مدينة طنطا في ليلتنا الأولى يميل إلى البردوة، وحين دخلنا إلى ساحة المسجد الأحمدي، ومع كثرة الأنفاس شعرنا وكأننا في مقتبل الربيع، ورأينا شيوخًا يستمتعون بأكل الـ«آيس كريم» غير عابئين بلوم لائم وكأنهما يرددان أمنية الشاعر أبو العتاهية:
عُريت من
الشباب وكنت غضًّا .. كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشباب يعود يومًا .. فأُخبره بما فعل المشيب
تبسم مرافقنا قائلًا: مولد يا أساتذة؛ فأجبنا
بصوت واحد: وصاحبه غايب يا شيخ سعيد؛ فاختفت الابتسامة من على وجهه، وأشار
بيده إلى ضريح السيد البدوي قائلًا:
«وما كنا عن الزوار صمًا .. وما كنا
عبادًا غافلينا
ولكنا بإذن الله نسمع ونبصر وفدكم يا وافدينا»
فهدأت من
روعه مطمئنًا: لم نقصد شيئا ولكن كما يقولون القافية حكمت؛ فعادت ابتسامته، وقال: وأنا لم أغضب ولكنه الحب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هو الذي
باح بمكنون سري؛ فقلت: ليس على المحبين لوم، ولنكمل حديثنا.
عاد مرافقنا لسرد سيرة السيد البدوي، مرة أخرى قائلًا: شيخ العرب حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، وأخذ يتفقه في الدين على مذهب الإمام مالك في بداية رحلته العلمية ومال إلى الزهد واشتهر وهو صغير بالشيخ أحمد الزاهد، وتعلم الفروسية فكان من أشجع أهل مكة، وأتم دراسته للعلوم الشرعية على مذهب الإمام الشافعي وظل شافعيا إلى نهاية عمره، وعكف على العبادة، وآثر الانفراد واعتزال الناس، وفي 627 هجرية مات والده ثم مات أخوه الأكبر في عام 631 هجرية فازداد اعتزالًا واعتكافًا وتعبدًا؛ ولأن وجهه كان يشع نورًا من كثرة علمه وزهده وعبادته آثر ارتداء لثامين ليخفي أنواره، ولهذا عرف منذ أن كان في مكة المكرمة بصاحب اللثامين، وحين قدم إلى مصر كان بنفس الهيئة، ولهذا لقب بشيخ العرب؛ لأن لبس اللثام كان من عادة أهل البادية.
طلبت من الشيخ سعيد، أن يتوقف عن إكمال حديثه وأشرت إلى عشرات الرجال والنساء الذين التحمت أجسادهم ببعضهم البعض بعد أن افترشوا الأرض أمام الباب الرئيسي للمسجد الأحمدي، سائلًا إياه: هل هذه الأجساد المتداخلة يعرف أصحابها ما تسرده من زهد وعلم شيخ العرب؟ صَمت قليلًا؛ فأردفت: ما نراه لا يقر به أي دين أو حتى أعراف مجتمعية، من يدعي أن تلاحم أجساد الرجال بالنساء هكذا وعلى مرأى من الجميع شيء إيجابي فهو يستحق أن يوصف بالمبتدع وصاحب الخرافات؛ وافقني الرأي قائلًا: يا صديقي اختلاط الرجال بالنساء من المحرمات، وهذا ما أقره الشرع الصحيح الذي لا يستطيع أي شخص إنكاره؛ ولكنها عادات وثقافة مجتمع بأكمله ونحن لا نلام عليها؛ قلت: بل كل اللوم يعود إليكم، لماذا تصرون على إقامة الموالد إذا كنتم مقتنعين أن مثل هذه الأفعال خاطئة ومخالفة لكل الأديان والأعراف؟ الموالد والاحتفالات ليست مقياسًا للحكم على المتصوفة ومن يقيمها الشعب المصري بأكمله وليس جهة أو فصيلا معينا، وفي هذا الصدد دعني أفند لك الزائرين للساحات والمحتفلين في الموالد لأنهم أصناف ثلاثة.
الأول: «محب» لآل البيت والصالحين، وهؤلاء لا يبغون من زيارتهم إلا المودة في القربى، وهم قلائل، والثاني: «منتفع» أتى طامعًا في استغلال علاقات المشايخ ونفوذهم للحصول على وساطة أو تحقيق ربح مادي، والصنف الثالث: «مدعي» فشل في تحقيق ذاته فنسب نفسه للتصوف وجمع حوله إما فقراء أوهمهم أنه قطب الأقطاب، وإما مدعون مثله أغدق عليهم بالعطايا ليصنع من تواجدهم حوله مكانة واهية ومجدا زائفا، والصنفان الأخيران هما المتربحان باسم الدين والذين وصفهم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، بأنهم «سفلة القوم»؛ وبعيدًا عن هؤلاء فأفعال العوام تخضع للقاعدة الشرعية التي تقول إنه لا يجب الحكم عليهم بظاهر أفعالهم بل يجب سؤالهم عن نواياهم وما وقر في قلوبهم.
قلت: النوايا ومكنون القلوب يعلمهما الله يا شيخ سعيد، فربت على كتفي قائلًا: أنظر إلى هذا المسن الذي يبيع السبح وتأمل ابتسامة الرضا بالكسب القليل التي زينت وجهه؛ أثنيت على بائع السبح مؤكدًا: الرضا هو السر الذي يمنح هؤلاء الحياة؛ وطلبت من مرافقنا الاقتراب من بائع السبح لأني كنت أرغب في شراء واحدة، وبمجرد أن ابتعت مسبحة منه، فاجأني بقوله: دي سبحة متعطرة من جوا المقام، وأكيد هتنولك نفحة من نفحات شيخ العرب وكراماته، فقلت: طيب ما تحكيلنا عن نفحة ولا كرامة من كرامات السيد البدوي؟ وهنا التقط أحد الدروايش أطراف الحديث مفتخرًا: أنا أحكيلك عن كرامات سيدنا السطوحي، ولأننا سبق أن رأينا هذا الدرويش خلال توثيقنا لاحتفالات المتصوفة بالزيارة العامة للشيخ أبي الحسن الشاذلي، في صحراء حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، ولم يرق لنا وقتها أفعاله ولا أحاديثه.
اقرأ أيضًا:
احتفالات الصوفيين فوق جبل حميثرة
لذلك قلت مشمئزًا: احكي هو حد منعك؛ فما كان من هذا الدرويش إلا أن قال: أعظم كرامة لمولانا السيد البدوي هو إحياؤه للموتى في هذا المكان الذي نقف عليه؛ فنظرت إلى الأسفل وضربت بقدمي الأرض متسائلًا: في المكان ده؟ فأردف الدرويش: أيوه في المكان ده.. أنت مش مصدق ولا إيه؟ قلت: مصدقك ومن غير حلفان.. بس أنت احكيلي إزاي ده حصل؟ فنظر إلى ضريح السيد البدوي وقال: في يوم كان شيخ العرب قاعد في المكان ده وجات جنازة كان أهل الميت عايزنه يصلي عليها، وأول ما وقف للصلاة أعترض واحد من اللي عاملين نفسهم مشايخ ومنع شيخ العرب من إمامة الناس، بحجة أن صلاته ما تنفعش؛ فرد عليه السيد البدوي: إذا كان صلاتي ما تنفعش فالموتة دي كمان ما تنفعش، وشاور بإيده للميت، وقال: قم بإذن الله.. فرد الله عليه روحه وقام الرجل يمشي. قلت: قام يمشي إزاي وهو عريان؟! طب كان يستني شوية لحد ما يلبس حاجة يستر بيها نفسه؛ وهنا انفجر مرافقنا الشيخ سعيد في الضحك، وأمسك بذراعي قائلًا: ياللا يا أستاذ وأنا هحكيلك إزاي الميت استعجل وقام من غير ما يستر نفسه.
ابتعدنا عن هذا الدرويش الذي كان يهذي بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، وأكملت حديثي غاضبًا: هو الميت ده ما عندوش دم؛ خلاص مفيش كسوف؟! يعني كان هيحصل إيه لو قال لأي حد هاتلي حاجة ألبسها بدال ما يقوم كده وهو عريان، أما صحيح ميتين آخر زمن، وفوجئت بالكاميرا تتهاوي من أيدي زميلي: محمد متعب، وكاد يفقدها لولا أنه تداركها وهو يقول: ما كفاية يا عم كنت هتكسر الكاميرا. فقلت: مش أنا يا رفيق؛ إنها لعنة الدراويش أصابتك؛ فانفجر بالضحك، وقال: ارحمني، أنا مش قادر أمسك نفسي. وتدخل الشيخ سعيد قائلًا: كفاية بقا دا الراجل مات وشبع موت، فقلت: الله يبشبش الطوبة اللي تحت راسه.. بص بقا يا شيخ سعيد إحنا عايزين نزور الضريح عشان نوثق اللي بيحصل جواه، وبالمرة تقولي إيه حكاية الميت ده، فقال: دلوقتي صعب مش هنعرف ندخل المسجد من الزحمة، وأنا بقترح تأجيل الزيارة حتى الغد، وبالتحديد بعد صلاة العصر عشان تحضروا الزفة ومليونية الحب، تساءلت: زفة إيه؟ فأجاب: بكره إن شاء الله تعرفوا كل حاجة.
كان التدافع على أبواب المسجد يشبه تدفق السيل، وهو ما جعلنا نوافق على اقتراح مرافقنا، ونؤثر الذهاب إلى السرادق الملاصق لسور المسجد الأحمدي، لتوثيق ما يحدث بداخله خاصة أننا سمعنا من بُعد المنشد الذي كان يحيي حلقة الذكر يشدو بكلمات جميلة يقول فيها:
«أخاطر في محبتكم بروحي.. وأركب في بحركم إما وإما
وأسلك كل صعب في
هواكم.. وأشرب كأسكم لو كان سُمّا
ولا أصغي إلى من قد نهاني.. فلي أذن عن
العذال صما»
فدنونا من السرادق، وكانت المفاجأة أننا وجدنا ذلك الدرويش
الذي قص علينا أسطورة إحياء السيد البدوي للموتى يقف بجوار المنشد وبمجرد
أن رآنا نظر إلينا مشيرًا بسبابة يده اليمنى في اتجاه السماء، ولم نفهم ما
الذي يقصده بهذه الإشارة، فقلت للشيخ سعيد: أكيد عفريت الميت متخفي في
الراجل ده؛ فأجابني: دعك منه ولنكمل حديثنا عن سيرة شيخ العرب؛ فقلت:
بالتأكيد سنكمل ولكني الآن أريد أن أعرف حقيقة إحياء السيد البدوي للموتى.
الشيخ سعيد، قال: إن الأمر ببساطة يكمن في شيئين أحدهما: محاولة بعض المنتفعين نسج الأساطير والخرافات ونسبها للصالحين والأولياء بغرض تحقيق مكاسب دنيوية، والشيء الثاني أن بعض العوام يرددون هذه الروايات على غير علم، وهؤلاء لا يجوز تكفيرهم، بل يجب تصحيح مفاهيمهم والتأكيد لهم أن الوحيد الذي أذن الله له أن يحيي الموتى هو المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وما دون ذلك كذب وافتراء؛ أحجمت عن الكلام قليلًا ناظرًا إلى هذه الأجساد المتمايلة في حلقة الذكر، ثم تساءلت: ما دامت قصة إحياء السيد البدوي للموتى خرافة لا أساس لها من الصحة فلماذا تلقبونه بـ «صاحب المقام العيسوي»؟ أجاب: سيدي أحمد البدوي يقال له صاحب المقام العيسوي؛ لأنه كان على قدم سيدنا عيسى عليه السلام، وكل ولي من الأولياء لا بد أن يكون على قدم نبي من الأنبياء.
ما زلت أنا والشيخ سعيد نقف أمام السرادق الملاصق لسور المسجد الأحمدي، وزميلاي يمارسون مهام عملهم دون توقف رغم الإنهاك الذي بدا واضحا على وجهيهما فالساعة الآن تجاوزت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، والمنشد أنهى قصيدته الأولى وعرج في الوصلة الثانية على أخرى يقول مطلعها:
«هل نار ليلى بدت ليلًا بذي سلم.. أم بارق لاح في
الزوراء فالعلم»
والمتمايلون يهيمون أكثر وأكثر في تمايلهم، وحين شدا ببيت
من القصيدة يقول فيه:
«طوعًا لقاض أتى في حكمه عجبًا.. أفتى بسفك دمي في
الحل والحرم»
قفز أحد المريدين متسلقًا سور المسجد الأحمدي وأخذ يتمايل
وهو جالس أعلى أحد أعمدته منتشيًا بابتسامة وسعادة غامرة؛ وهنا طلبت من
مرافقنا أن يكمل سرده لسيرة شيخ العرب.
استجاب الشيخ سعيد، مواصلًا حديثه: كان السيد البدوي، يميل إلى الزهد ويرغب في اتباع طريق الصوفية منذ صغره، وحين رآه والده على هذه الحالة قال له: إذا أردت أن تلبس خرقة التصوف فعليك بزيارة الصالحين والأولياء في العراق فهم أعلام هذا الطريق وأئمته، وأوصيك بزيارة قبر السيد أحمد الرفاعي لعلك تظفر في حضرته بمرتبة قطب الوقت؛ فسأل والده: وما قطب الوقت؟ فأجابه: موضع نظر الله من هذا العالم؛ فقال لوالده: وهل يعلم أحد أين يضع الله نظره؟ إنما أقول لله مقالة عيسى عليه السلام: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}؛ فسأله والده: أفلا تطمح أن تكون قطب الوقت؟ فقال بيقين: الله يؤتي فضله من يشاء؛ ترى يا أبت هل يبلغ المرء مواهب الله بالاجتهاد؛ فرد عليه والده: نعم، ألم يقل الله في كتابه الكريم: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ}، فاعترض البدوي قائلًا: بل إني أرى مقامات القلوب من مواهب الغيب ولا حيلة فيها لإنسان إذا لم يكن عون من الله للفتى.
ومرت السنوات ووصية الأب عالقة بخاطر الابن، وحين توفي الوالد أخذ شوق الرحلة إلى العراق يشتد بالسيد البدوي، فشد رحاله إليها عام 633 هجرية، وكان يبلغ من العمر وقتها ثمانية وثلاثين عامًا، واتخذ من بغداد وجهة له وفيها زار قبر الحسن بن منصور الحلاج، وضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني، ثم توجه إلى منطقة وادي قوسان بالجنوب الشرقي، وهناك قضى ليلته في ضريح الشيخ أبو الوفاء، أحد كبار الأولياء في تلك الناحية، ورأى في المنام الإمام أحمد الرفاعي يأمره بزيارة كل الصالحين في العراق ثم المجئ إليه.
اشتدت برودة الطقس على غير ما كنا نتوقع، والهائمون في حلقة الذكر تزداد أجسادهم سخونة، والشيخ سعيد هو الآخر يمضي هائمًا في حديثه: نفذ شيخ العرب ما طُلب منه وزار كل الصالحين في العراق، ثم توجه إلى بلدة «أم عبيدة» ليظفر بزيارة ضريح الإمام أحمد الرفاعي، الذي ظل بداخله ثلاثة أيام أكمل بهم عامًا كاملًا في العراق، ثم عاد إلى مكة وقد تغير في سلوكه وعبادته فأصبح دائم صيام النهار؛ كثير قيام الليل؛ شاخصًا ببصره إلى السماء؛ ولا يكلم الناس إلا بالإشارات ويفضل لزوم الصمت.
وهنا طلبت من الشيخ سعيد، أن يرجئ إجابته على باقي أسئلتنا حتى الصباح فقد أعلنت إشارات الوقت بمدينة طنطا تمام الرابعة من صباح الخميس العشرون من أكتوبر، وتوجهنا إلى المسكن الذي استأجرناه لننعم بقسط من النوم يعيننا على استكمال توثيقنا للحلقة الثالثة من سلسلة حلقاتنا التوثيقية: «في رحاب السيد البدوي».