رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «عمال الأوبرا» جنود تعمل في صمت خلف أضواء الشهرة «تقرير»

فيتو

لا يصلهم ضجيج الأضواء والشهرة، مكتفين بما لديهم من عمل يمارسونه بدقة وإتقان، دون الالتفات لما قد يتلقونه من وراء كدهم في العمل والسعي، فلو فتحتَ ستار مسرح دار الأوبرا، وتجولت في كواليسه، ستجد حياة كاملة ترتسم أمامك خلف المسرح، عمال ومهندسون من كافة المجالات يواصلون الليل بالنهار؛ لإضاءة الحياة على المسرح للجمهور، فيما يبقون هم خلفه مكتفين برؤية نجاحهم عن بعد.


ذلك النجاح الذي يرونه في انبهار جمهور مسارح الأوبرا، بما يصنعونه من ديكورات على أعلى المستويات، وإشادة الجميع بعملهم الذي يصل إلى حد الاحترافية.

ومع اقتراب عرسهم السنوي المتمثل في مهرجان الموسيقى العربية، تجدهم كما «خلية النحل»، يعرف كل منهم عمله المكلف به لإتمامه، يمسك كل واحد منهم بدفة العمل ليقوده في روح جماعية تحقق هدفهم المنشود.

وفي جولة أجرتها «فيتو» بين العمال، فتحت ستار المسرح لترى ماخلفه من حياة تدب في أوصال الأوبرا بكاملها، رأت فيها معالم الاكتفاء الذاتي بالنجاح، ذلك النجاح الذي يملكون تجاهه تعريفا خاصا خارج معايير الشهرة والإعلام.

وفي حديث «فيتو» مع أحد عمال الديكور الذي فضّل عدم ذكر اسمه، قال: «إن تصميمات ديكور المهرجان يتم وضعها من قبل مهندسين على درجة كبيرة من الكفاءة المهنية، قبل فترة طويلة من المهرجان، ويبدأ العمال في العمل على التصميمات عقب الموافقة عليها من قبل إدارة المهرجان ورئيس الأوبرا، ومن ثم يبدأ العمل على تنفيذها».

وأضاف العامل لـ«فيتو»، أنه قبل حلول أيام المهرجان بفترة وجيزة، تشتد وتيرة العمل وساعاته، حيث يوصلون النهار بالليل للانتهاء من مهمتهم قبل الافتتاح، مؤكدًا أن مهرجان الموسيقى هو أهم فاعلية تدشنها الأوبرا خلال العام، وتهتم بجميع تفاصيله خاصة الديكور الذي يعبر عن تميز المحتوى الغني والمقدم خلال كل دورة من دورات المهرجان المختلفة.

يعد عمال الديكور بالأوبرا من أفضل الكوادر على مستوى وزارة الثقافة والوزارات المصرية جميعًا، لما يتمتعون به من خبرة طويلة في هذا المجال، خاصة أنهم ينفذون تصميمات عروض الأوبرا والمسرحيات العالمية، مؤكدًا أن الأوبرا وإدارتها لا تقبل التهاون في أدق تفاصيل الديكور المسرحي أو الخارجي؛ لأنه يمثل واجهتها التي تعتبر بمثابة نافذة مصر الفنية والثقافية على العالم.
الجريدة الرسمية