رئيس التحرير
عصام كامل

آمون وإيزيس والأقصر


اختار مهندسو وعلماء الفراعنة الأفذاذ موقع مدينة الأقصر الجغرافي بكفاءة وتقنية عالية الجودة.. من ناحية المناخ المعتدل ذي الشمس الساطعة أغلب أيام السنة والإحداثيات المساحية التي تتناسب مع دوران الأرض وبروج الشمس ومنازل القمر، كما طبقوا علوم الفلك التي برعوا فيها، وكذلك علوم الهندسة المساحية والفراغية وغيرها من العلوم التي وضعوا أساسها من المعرفة والنظريات وما إلى ذلك.. بنى الأجداد الفراعنة المعابد على أكمل وجه.. ويريد بعض الأحفاد أن يخربوها..


ماذا كان سيفعل الفراعنة لو توقعوا أن يهمل أحفادهم هذا الفن الرفيع الفريد.. لقد عرفوا الراجفة والتي تتبعها الرادفة بالعلم والهندسة والفلك.. أشعة الشمس تتعامد على معبد "إيزيس الصغير" في غرب الأقصر على لوحتين تمثلان آمون ومنتو رع بالمعبد الروماني المعروف باسم دير شلويط وهى الظاهرة التي تحدث في 23 أكتوبر و20 فبراير من كل عام وتتم عملية التعامدً والتي تستمر نحو 20 دقيقة داخل قدس الأقداس في المعبد والذي شيد على محور شمسي يتمكن من استقبــال الســـراج الوهاج مرتين في العام.. ألا تستحــق هذه الظاهرة الاهتمام السياحي اللازم..

"الأقصر" أهم المواقع الساحية على ظهر البسيطة وأكثرها جذبًا ولا يوجد أهم منها في المعمورة.. لكننا لا نقدر ذلك ولا نهتم ويبدو أننا لا نحاول.. فليس لدينا خبراء في السياحة يعرفون قيمة الآثار التي لدينا.. فالأقصر لو سوقناها كما يجب أن يكون لزارها 25 مليون سائح وأنفقوا مليارات الدولارات.. ولكنه العلم المفقود.

يجب أن نحب مصر ونحب تاريخها الفرعوني والاسلامى والمسيحي.. لدينا أيضًا سيناء بكل ما فيها من قديم الزمن وحديثة مهبط الرسل ومسار رسول الله عيسى وكليم الله موسى وخير جند الله كما قال سيد الخلق.. السياحة علم وفن وتجارة وفوق ذلك بضاعة لدينا منها الكثير..

لماذا لا نستعيــن بمن يعرف قيمة آثارنا من خبراء السياحة العالمية.. لماذا لا يكتب شعراؤنا كتبًا تقص وتحكى أسرارًا عن هذه المدينة الفريدة.. حكايات عاطفية وبوليسية.. لماذا لا نتعلم من تجربة فرنسا مثلا حيث يأتيها 60 مليونا كل عام.. نحن لدينا ثلث آثار العالم ولا نعرف كيف نسوق لآثارنا.. أليست مرافقة محزنة وغريبة؟!
الجريدة الرسمية