رئيس التحرير
عصام كامل

هل خدعنا أوباما.. أم خدعنا أنفسنا ؟!


خلال أيام تجرى الانتخابات الأمريكية وسواء فاز ترامب أو هيلاري كلينتون لن تتغير سياسة أمريكا تجاه منطقتنا العربية والإسلامية طالما أننا لم نتغير والتاريخ خير شاهد على ذلك.. فقبل نحو ثماني سنوات استهل أوباما ولايته الأولى بخطاب ظنه كثير من المتفائلين في عالمنا العربي والإسلامي بشارة أمل تغسل خطايا سنوات الحرب والتدمير المنظم التي خلفها بوش الأب والابن أيضًا، بدءًا بغزو العراق، مرورًا بتصدع النظام العربي وانشطار بعض دوله، وصولًا إلى ربيع عربي انقلب خريفًا داميًا مازلنا نتجرع مرارته وتداعياته الكارثية.


ظن المتفائلون منا أن خطاب أوباما باعث لأمل التغيير والقدرة على إحداث تحولات كبرى عادلة في صالح الحقوق العربية المهضومة.. ومصدر التفاؤل هو صعود الرئيس الأمريكي ذي الجذور الأفريقية المسلمة والبشرة السمراء إلى سدة الحكم..

ونسينا أو نسي هؤلاء المتفائلون بسواد البشرة وأفريقية الجذور أن أمريكا دولة كبرى لا يحكمها أفراد الرؤساء بحسب ميولهم وثقافتهم وجذورهم وانحيازاتهم بل تهيمن عليها مؤسسات وإستراتيجيات يتباري كل رئيس أمريكي لتنفيذها وفق رؤية لا تعارض بينها وبين الأولويات العظمى لأمريكا التي ليس من بينها نصرة الحقوق العربية بل يأتي أمن إسرائيل وتفوقها الإستراتيجي كأولوية قصوى على أجندة كل رؤساء أمريكا بدءًا من الآباء المؤسسين، وصولًا إلى المرشحين المحتملين للرئاسة ترامب وكلينتون، لا يحيدون عنها مثقال ذرة.
الجريدة الرسمية