رئيس التحرير
عصام كامل

الرسالة التي نسيناها.. ونوبل التي لا يستحقها أوباما!


ماذا ننتظر نحن كعرب ومسلمين بعدما ضاعت دول عربية وتبددت مقومات قوتها.. ألم نسأل أنفسنا لماذا لم تصب إسرائيل بقذيفة واحدة رغم أنها في قلب إقليم تجري على أرضه حروب دولية بأحدث الأسلحة وأشدها فتكًا وتدميرًا.. أليس ما يجري معناه أن المسرح يهيأ لإسرائيل حتى تكون هي اللاعب الوحيد لتحقيق حلم الصهيونية من النيل إلى الفرات.. إلى متى يستخدم بعضنا كأدوات لتنفيذ مخطط الغرب الخبيث بتفتيت دولنا، والزج بها في أتون الصراع الطائفي البغيض، ويمضي بعضنا بإرادته لخدمة هذا المخطط طمعًا في مكاسب زائفة زائلة..


إلى متى يفرض الغرب مشيئته وإرادته، فلا تحل مشكلة سوريا إلا بإرادة القوى الكبرى، ومشاركة بعض الأطراف الإقليمية غير العربية، رغم أن أصحاب القضية هم العرب، والمتضررون هم العرب وحدهم.. وقس على ذلك ما يحدث في العراق والسودان واليمن وغزة وليبيا..

عجز العرب عن تقرير مصيرهم وصار الجلاد هو الخصم والحكم معًا.. ولا يبدو ما يجري في سيناء منذ ثورة 30 يونيو هو من تدبير فلول الجماعة الإرهابية وأشياعها، بل هي حرب تبذل فيها دول وحكومات وأجهزة مخابرات جل جهدها بالسلاح تارة، والتمويل والمعلومات والتوجيه تارة أخرى لإبقاء مصر على مسافة من هموم أمتها، واستنزافها في حرب لا متماثلة توحي بعدم الاستقرار.. وكلمة السر فيما يجري هنا وهناك هو الإسلام السياسي؛ ذلك السلاح الذي اصطنعه الغرب لتركيع دول المنطقة، وضربها بأيدي حفنة من أبنائها، جنبًا إلى جنب العملاء والمرتزقة الذين ينفذون أجندة الغرب بلا رادع من ضمير أو أخلاق.

تحضرني هنا كلمات خالدات قالها خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله: "نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسئولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد.. فإن كل من صمت على الإرهاب المتمثل في جماعات أو تنظيمات أو حتى دول وهي الأخطر سيكتوون بنارها عاجلًا أو آجلًا."

والسؤال: هل تظن الدول الصانعة للإرهاب الداعمة لتنظيماته، كداعش وغيره، ناجية من شروره وآثامه.. أليس ما يجري من تفجيرات وعمليات إرهابية في الغرب دليلًا على أن السحر انقلب على الساحر.. وأنه على الباغي تدور الدوائر وكما تدين تدان؟!

ليتنا نفيق ونعول على وحدتنا ومقوماتنا حتى تنزاح عنا غمة الإرهاب والعنف، ونتطهر من العملاء والخونة.. أما أوباما الذي يستعد للرحيل من البيت الأبيض بعد شهرين، والحاصل على نوبل للسلام في بداية ولايته الأولى وبصرف النظر عما إذا كان يستحقها أم لا.. وسواء أكانت منحت لنواياه أم أفعاله التي جعلت الإنسانية معذبة أكثر مما مضى، فإن التاريخ وحده سوف يحكم عليه.. وتبقى حقيقة لا ريب فيها وهي أن قوة الدول ومهابتها ليست منحة بيد أحد، وأن احترام العالم لنا لن يأتي إلا إذا وجد منا ما يستحق الاحترام بقوة العلم والاقتصاد والسلاح أيضًا؟!

الجريدة الرسمية