الداعية زين العابدين كامل يرد على محمد شعبان: قانون بناء المساجد هدفه التضييق على السلفيين ( 2 - 2 )
- السلفيون لعبوا دورا مهما في ثورة 30 يونيو ولا يجب التضييق عليهم
- تجديد الخطاب الديني «وهم» وقصر الفتوى على الأزهريين «عيب»
- زيادة الضغط على الإسلاميين يرفع معدل التطرف
القراءة الأولية لمحتوى المشروع تؤكد أن أفكاره ليست بكرًا، ولكنها تعتمد بشكل أساسى على اللائحة التي سبق أن وضعها وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدى زقزوق، ونصت على إيجاد ضوابط ثابتة لبناء المساجد والإشراف عليها وعقاب المخالفين.
وحسبما أدلى به النائب من تصريحات صحفية، فإن القانون يهدف إلى السيطرة على الدروس الدينية في المساجد الصغيرة والزوايا، ومنع جماعات التطرف والإرهاب من السيطرة عليها، بعيدًا عن رقابة وزارة الأوقاف، وتشمل الشروط التي سيتضمنها القانون: منع إقامة وبناء المساجد على أرض محل نزاع أو أرضٍ مغتصبة، ومراعاة ألا تقل المسافة بين المسجد المزمع إنشاؤه والمساجد القائمة في محيطه عن 500 متر، والالتزام بالرسومات والتصاميم الهندسية التي تقدمها الوزارة، وألا تقل مساحة المسجد عن 175 مترًا، ويتم بناء دور أرضى تحت المسجد لمزاولة الأنشطة الخدمية والاجتماعية، وأن يودع المتبرع ببناء المسجد مبلغًا مبدئيًا لحساب المسجد لا يقل عن 50 ألف جنيه لضمان جديته في إتمام البناء من دون اللجوء إلى جمع التبرعات، ورغم وجاهة بعض بنود القانون، فإن مقاومة الفكر المتطرف لن تتحقق أبدًا بالتضييق في بناء بيوت الله، في زمن منصات الفضاء الإلكترونى، والتي لم تكن بهذا الزخم في زمن الوزير زقزوق.
وعلى الشاطئ الآخر من النهر.. فإن السلفيين انتفضوا مبكرًا ضد القانون الذي لا يزال مشروعًا، واعتبروه حربًا على الله ورسوله، ولا يجب أن يبصر النور في بلد الألف مئذنة، ويجب مواجهته في مهده.. "فيتو" أجرت مواجهة ونشرت حوارًا أمس مع صاحب القانون، حول مشروع قانون تنظيم بناء المساجد والزوايا، وتنشر اليوم رد أحد القيادات السلفية وهو «الشيخ زين العابدين كامل - أحد أعضاء الدعوة السلفية بالإسكندرية» الذي رفض مشروع قانون تنظيم بناء المساجد والزوايا كما سخر من جميع محاولات وزارة الأوقاف لفرض سيطرتها على بيوت الله، معتبرًا ذلك دربًا من الخيال، وأمرًا مرفوضًا بكل أشكاله.
«زين العابدين» قال إن هذا القانون يستهدف التضييق على السلفيين بالدرجة الأولى معتبرًا التفكير في مثل هذ القانون حربًا على الله الذي قال في كتابه «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
> ما رأيك في محاولة تشريع قانون لتنظيم الزوايا والمساجد؟
أجد محاولة الحكومة بأى حال من الأحوال فرض سيطرتها على الزوايا والمساجد، ضربًا من الخيال وهو أمر مرفوض بكل أشكاله، خاصة تلك الأصوات التي تطالب بغلق كل الزوايا والاكتفاء بالمساجد فقط، ويبدو أن الجهل أصابهم بشيء أو بآخر، فمن المعلوم أنه لا توجد مساجد تكفى لعدد المصلين لذلك الحل في وجود الزوايا، وعلى سبيل المثال نجد أن محافظة الإسكندرية بين كل خمسة أحياء مسجد واحد فقط، فيما تنتشر الزوايا في كل أرجاء المحافظة.
> هل إغلاق الزوايا من شأنه إنهاء التطرف؟
بكل تأكيد لن يتم مواجهة الأفكار المتطرفة بإغلاق الزوايا ولا يمكن أن يواجه الفكر إلا بالفكر، والأفكار غير المتفقة مع طبيعة المجتمع المصرى المتدين بطبعه من شأنها أن تزيد من عملية الاحتقان المكتوم التي تشهدها البلاد، مع زيادة الضغط على جمهور الإسلاميين بشكل عام، بل إن إغلاق الزوايا من الممكن أن يزيد من انتشار الأفكار المتطرفة ولا يجب التفكير بهذا الشكل في زمن الفضاء الإلكترونى.
> كيف ترى ربط صفحة «فيس بوك» بالرقم القومي؟
أوافق على ربط صفحة «فيس بوك» بالرقم القومى إذا كان ذلك يخدم الأجهزة الأمنية بشكل أو بآخر، إلا أنه يجب التزام حدود الحرية عند الأفراد، ولا أعتقد أن مجرد متابعة الصفحة شيء من اختراق الخصوصية لأى من المشتركين.
> كيف ترى محاولة ضبط الفتوى الإلكترونية وتحويلها إلى قضية جنائية؟
لا شك أن للفتوى ضوابط يجب تحديدها، حتى لا تكون مفتوحة للجميع، إلا أن المطالبة بتجريمها أمر في غاية الغرابة ومرفوض شكلا وموضوعًا، وكذلك أن يكون القائم على الفتوى أزهريًا أمر مرفوض.. هل يعلم هؤلاء أن الأئمة الأربعة لم يكونوا خريجى الأزهر، وعلى وزارة الأوقاف ودار الإفتاء أن تضع ضوابط بعينها من الناحية العلمية لمن يطلق الفتوى، ومن غير المعقول أن كل من يطلب فتوى عليه أن يذهب لدار الإفتاء، خاصة أنه لا يوجد عدد كافٍ من المفتين متوفر من الدولة المصرية ولا يجوز بأى شكل من الأشكال أن من يقول فتوى أن يُلقى به في السجن.
> كيف ترى مفهوم تجديد الخطاب الديني؟
حقيقة مفهوم تجديد الخطاب الدينى مصطلح فضفاض ولا يمكن أن تفهمه بشكل واحد فهو يحمل العديد من الأوجه، ولا أعتقد أن هناك ما يسمى تجديد الخطاب الديني، خاصة أن القائمين على الأمر أنفسهم لا يدركون مفهوم التجديد أو أهدافه أو آليات تنفيذه فهو مجرد مصطلح يطلق بين الحيــن والآخــر، ويستخدم لتبرير محاولات التضييق على الإسلاميين.
> وهل ترى أن سن ذلك القانون يهدد السلفيين؟
نعم هو يحارب السلفيين في عقر دارهم، ويهدد بقاءهم بشكل أو بآخر، خاصة أن السلفيين كيانات معروفة وموجودة بين الناس وفى الشارع وذلك لسنوات طوال، وأتساءل دائمًا لماذا تصر الدولة على أن تضع الجهات الرقابية والتشريعية السلفيين موضع اتهام دائم، عليهم أن يعرفوا أن السلفيين وقفوا مع الدولة في وجه الإخوان، وهم أول لبنة في ثورة 30 يونيو وإجمالًا فإن هذا القانون جاهلى ورجعى ولا يواكب مستجدات العصر، وهناك أمور أخرى يجب مواجهتها بدلًا من التضييق في بناء ضيوف الله.
> إذن أنت ترى عملية تضييق على السلفيين بعد 30 يونيو؟
بلا شك بات وجود السلفيين صداعًا في عقل السلطة، ولا تجد سبيلا في احتوائهم سوى بزيادة الضغط عليهم، ولكن عليهم وهنا أقصد الدولة والأجهزة المسئولة أن يعلموا أن زيادة الضغط يشكل خطرًا كبيرًا يهدد الجميع، خاصة أن الدولة تضغط على السلفيين المعتدلين الذي وقفوا بجانبها، فكيف بعد أن وقفنا مع الدولة يتم معاملتنا بمثل هذه الطريقة؟! نحن لا نطلب سوى أن يدعونا في حالنا بعيدًا عن السياسة ندعوا إلى الله ونسبح بحمده فقط لا أكثر.
> أخيرًا.. كيف رأيت قرار الخطبة المكتوبة وموقفك منها؟
تحديد موضوع وبنود الخطبة لا ضرر منه، أما كتابتها في غاية الخطورة، لأنه من شأنه أن يخلق خطباء معدومى العلم فهم يقرءون فقط ما يكتب لهم، وهنا علينا أن نثمن دور الأزهر في رفضها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"..