النينو الدافئة والنينا الباردة
ظاهرتان طبيعيتان من عمل مالك الملك.. النينو الدافئة ظاهرة مناخية تجتاح محيطات نصف الكرة الأرضيّة الجنوبي المحيط الهندي والمحيط الهادي، وعلى فترات متتابعة مدة كل منها ثمانية عشر شهرا، تبدأ بتسخين الطبقة العليا من المياه، خاصة ناحية الغرب قريبا من سواحل أمريكا الجنوبية، مما يؤدى إلى الجفاف في بعض المناطق وتكون دوامات هوائية وأعاصير في مناطق أخرى ناحية إندونيسيا وأستراليا، وعلى ذلك تهب رياح شرقية ضعيفة ورياح غربية قوية كما يصفها الدكتور زغلول النجار.
أما ظاهرة النينا الباردة فهى معاكسة حيث يتجمع نطاق من الهواء الساكن بين كتل من الهواء البارد النشط، مما يسبب عواصف رعدية ممطرة.. وبذلك تتكون الأعاصير المختلفة، وتسبب دمارا هائلا في بعض الأحيان. وإذا نظرنا إلى إعصار ماثيو الذي ضرب أخيرا سواحل هايتى، وهو من أقوى الأعاصير، وأشدها تدميرا في السنوات الأخيرة، وكذلك إعصار هايما الذي ضرب هونج كونج والفلبين، وبلغت سرعة الرياح حوالًى مائة كيلومتر في الساعة.
ولنا أن نتذكر قول العزيز الرحيم "وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون" ونذكر أيضا قول الحق الريح العقيم والريح الصرصر العاتية والريح المصفر والرياح المبشرات والمرسلات عرفا والعاصفات عصفا ونعلم أن الأمر كله لله الحى الْقَيُّوم.
وهو الذي يرسل الرياح بشرا ولواقح ويبسطه في السماء كيف يشاء والريح الطيب والريح العاصف والريح التي فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بإذن ربها والريح التي تجرى رخاء.. كل هذا لعل الإنسان يسبح بحمد ربه الذي يدير الكون، ويهيمن عليه ويعبد الله وحده لا شريك له.
مصرنا العزيزة لا تضربها الأعاصير المدمرة، ولا الرياح الصرصر العاتية. لكن بها الرياح التي تهب من الشرق إلى الغرب، وتنقل الأتربة من جبل المقطم داخل قاهرة المعز، وهذا من أسباب كثرة الأتربة في كل مكان هذا، بالإضافة إلى ناتج البناء الذي يتركه المقاولون في الشوارع بلا رقيب، ويزيد من مشكلة الأتربة والتلوث في العاصمة..
ألم يحن الوقت لكى نطالب مسئولى الأحياء بتطبيق القانون في هذا المجال، لكى نقلل من التلوث "الترابى والغبار" الذي يملأ هواء القاهرة، ونحافظ على صحة العباد التي هي أمن قومى.. أليس كذلك؟