رئيس التحرير
عصام كامل

متى يعتذر صديقى جمال فهمى؟


لا يمكنكم تصديق سعادتى عندما أشاهد أو اقرأ هجوماً عنيفاً لأخى وصديقى الصحفى والكاتب الكبير جمال فهمى ضد التنظيم السرى للإخوان، ليس فقط لأننى ضد مشروع الدولة الدينية لهذه الجماعة الفاشية، ولكن لأن صديقى العزيز يقول ما كنت أقوله قبل الثورة، وبسببه هاجمنى هجوماً عنيفاً وشرساً وصل إلى حد التشهير بى، وإلى القارئ الكريم ثلاثة مواقف فقط حدث فيها هذا:


الأول: عندما أجريت حوارى مع مهدى عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان، والذى قال فيه عبارته الشهيرة "طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر"، بالإضافة إلى إفصاحه عن الأفكار الخطيرة للتنظيم السرى الذى يقوده والتى يهاجمها الآن، وقتها كنت أتولى قسم التحقيقات فى جريدة الكرامة وكان صديقى العزيز جمال مديراً للتحرير وكان رئيس التحرير الزميل والصديق العزيز حمدين صباحى، ووقتها رفض نشر الحوار كاملاً لأنه كان يخوض انتخابات مجلس الشعب وكان هناك تحالف مع جماعة الإخوان.. فماذا فعل صديقى جمال؟

لم يدافع عن نشر الحوار كاملاً ووافق على حذف العبارات والأفكار الخطيرة التى قالها عاكف، وقال لى وقتها إن نشر باقى الحوار مفيد للجريدة الوليدة وقتها وضغط بشدة، ولأننى أحبه وافقت وندمت بعد ذلك.

الثانى: كان أمام جريدة العربى التى كنا نعمل بها أنا وصديقى العزيز جمال، وكان ينتقدنى بشدة لأننى نشرت الحوار كاملاً فى جريدة روزاليوسف "بتاعت الحزب الوطنى". ولم يهتم بالأفكار الخطيرة التى قالها الرجل، وكان ردى أنه إذا كانت روزاليوسف "بتاعت" الحزب الوطنى، فهى مثلها مثل الأهرام والأخبار التى يعمل بها أصدقائى وأصدقاء جمال من المناضلين ولم أسمعه مرة يطلب منهم الاستقالة من صحف الحزب الوطنى، ثم إننى أنا وجمال نعمل لدى رئيس حزب يحتقره جمال علناً، ناهيك عن أن صديقى العزيز جمال عمل مثلى فى صحف يملكها الديكتاتور البشع القذافى، فالعبرة ليست أين تعمل ولكن ماذا تكتب، فليس المهم نشر الحوار فى روزااليوسف ولكن المهم هو ماذا نشرت فيها.

الثالث: جلسة عتاب ومحبة عقدها لى أصدقائى علاء الأسوانى وعبدالله السناوى وقتها وجمال فهمى على الندوة الثقافية فى وسط البلد، وكان السبب أننى غاضب منهم وخاصة السناوى الذى خصصص صفحة كاملة فى جريدة العربى التى كان يرأس تحريرها وكنت أعمل بها، ليس لانتقادى ولكن "لشتيمتى" والإيحاء بأننى نشرت حوار الطظ لصالح الحزب الوطنى، والحقيقة أننى كنت غاضباً وثائراً والحقيقة أيضاً أنهم منذ نشر الحوار والثلاثة يعقدون لى محكمة تفتيش، وكنت عنيفاً وهاجمتهم بشدة لأنهم تركوا مرتكب الجريمة وهو عاكف الذى أعلن بوضوح الأفكار الخطيرة للتنظيم السرى الذى يترأسه، وهى أفكار كما قلت للثلاثة إنها تهدم الدولة المصرية، وأن هذا التنظيم خطر كبير على مصر. وأننى لست مضطراً لأن اختار بينه وبين والحزب الوطنى وأننى أرفض الاثنين، وهاجمتهم لأنهم يتواطئون لصالح الإخوان ضد البلد وكل ما قالوه إن نشر الحوار يصب فى صالح الحزب الوطنى وأنه كان يمكنك يا سعيد نشره فى أى مكان آخر غير روزاليوسف.

الرابع: تقدم نائب مجلس الشعب الإخوانى سعد خليفة ببلاغ ضدى إلى النائب العام، وفى نفس الوقت سؤال فى البرلمان يتهمنى فيه بازدراء الأديان، وكان ذلك انتقاماً على خلفية نشر حوار الطظ. وقتها تقدت رسمياً بطلب إلى نقيب الصحفيين جلال عارف ولمجلس النقابة بالتضامن معى وقابلت جلال وكان معه عضو المجلس جمال فهمى ووكيل المجلس أخى يحيى قلاش والثلاثة طلبوا منى "مكبرش الموضوع"، فقلت لهم إن هذا انتقاما والرجل يكفرنى ودور النقابة أن تحمى أعضاءها، ولكنهم ماطلوا ولم يفعلوا شيئاً. وكان السبب هو تواطئهم ومصالحهم النقابية مع الإخوان داخل النقابة ومصالحهم السياسية مع هذا التنظيم سياسياً خارج النقابة، وليس مهماً تكفير صحفى وليس مهماً أن تقوم النقابة بدورها الطبيعى والبديهى مساندة أعضائها والدفاع عنهم.

مرت الأيام وها أنا أرى صديقى جمال فهمى يقول ما كنت أقوله له عندما كان يهاجمنى. ومرت الأيام وجمال يؤكد أن هذا التنظيم خطر على الدولة المصرية. فهل حان الوقت لأن يعتذر صديقى جمال فهمى ليس لى فقط، ولكن لكل المصريين لصمته عن جرائم هذا التنظيم السرى قبل الثورة، بل واعتذاره عن تواطئه معه ودفاعه عنه بالحق وبالباطل وتسليم البلد لهم. فهل يعتذر جمال والأسوانى والسناوى وغيرهم عما فعلوه بالمصريين.
الجريدة الرسمية