سبب اكتئاب الشعب المصرى
بعد استيلاء جماعة الإخوان المسلمين على الحكم من خلال مايسمونه بالاحتكام إلى الصندوق لشىء مؤسف حقًا، إن دل على شىء فإنما يدل على إننا أمام مافيا تحكم وهى مرتدية عباءة الإسلام تحاول بكل جُهدها أن تؤسس مملكة الدكتاتورية العظمى ومقرها الأساسى مصر بالسيطرة على كل مؤسسات الدولة بزرع رجالهم أفرادًا وقيادات داخلها وخصوصًا داخل المؤسسات العظمى التى تشكل العمود الفقرى لأى دولة وهى الجيش والقضاء والداخلية والإعلام وبذلك تكون قد سيطرت تمامًا على كل خيوط الدمية (الشعب) ويصبح مُعارِضوها بلا صوت وبلا آذان تسمعهم.
وبالطبع هذه المملكة لاتنمو إلا فى أرض الجهل والعبودية، لأن ثمرة هذه الأرض هى طعامهم الذى يستمدون منه سطوتهم وطول بقائِهم على الكراسى. فعن أى إسلام يتكلمون..نادوا بالكرامة الإنسانة وهم يحشدون الأذلاء والمحتاجين والجهلاء إلى الساحات لتأييدهم وإلى الصناديق لشراء أصواتِهم وليس هذا بل ويذمون ويرمون مُعَارِضيهم بخصالهم وأفعالهم وبأنهم هم الذين يشترون الأصوات ويموِلون البلطجية وهم الذين يريدون هدم وإحراق البلد، بل ويُكذِبون ما نراه عينًا وحقًا على كل شاشات الفضائيات ونراه ونلمِسهُ بأنفُسِنا فى الشارع المصرى ويتهمون الإعلام بأنهم سحرة فرعون ومأجورون..إنه حقًا شىء مستف.
نتذكر يوم كانت وريقة ترمى على الناس فى الساحات العامة تندد بالملك وبالإنجليز كانت تقيم الدنيا وتُقعدِها وتهز العالم واليوم بعد أن أصبح العالم قرية واحدة بل تستطيع أن ترى كل أحداثه صوت وصورة وأنت جالس على مقعدك جاء من يكذب عينيك فيما تراه أمامك إذا كانت تتعلق الصورة بأمور تسىء إليه.
يتكلمون على النهضة والرخاء الذى سوف تصبح عليه مصر بعد فوزهم فى الانتخابات ثم تفاجئ الجميع بأنه ليس لديهم أى مشروع وهم حتى لم يبحثوا على من يستطيع اختراع الفنكوش وأصبحنا بلا مشروع نهضة وبلا أمل فى الفنكوش..
وأصيب الشعب المصرى بحالة من الاكتئاب الشديد وسببها هو حالة من الإحباط بعد طموح جامح وزيادة الانتماء لدى المصريين لبلدهم بعد ثورة 25 يناير الذين كانوا يعتقدون أنه بعد القضاء على من نهبوا ثروات البلد سينعمون بعدها فى بحور الرغد والرفاهية، فكنت تجد جمع أفراد الشعب بجميع طبقاتهم وطوائفهم وقد تغير سلوكياتهم إلى الأفضل وكان الجميع يحاربون المجرمون والأفاقين لاعتقادهم بأن بلدهم تستحق بذل الغالى والنفيث بل والدم من أجلها ثم فوجئوا بعد صعود الإخوان إلى الحكم وبداية عصر جديد بغلاء المعيشة ورفع الدعم واختفاء السولار، وسحل المتظاهرين وقنصهم بطريقة أسوأ من أحداث 25 يناير وأدركوا الصفقة القذرة بين المجلس العسكرى والإخوان وبيع البلد بشعبها مفروشا لجماعة الإخوان.
فهم الشعب وعرف ورأى فأصيب بحالة الاكتئاب وأصبحت لا تداويه الخطب والكلمات بل يداويه أن يلمس بيديه من يحترم عقليته التى نضجت ويعطيه حقه فى أن يعيش كريما فى وطنه.
ويسأل الناس لماذا أصيب الشعب المصرى بالاكتئاب ؟
بسبب المعرفة والفهم السياسى وتوقعهم بحدوث كارثة اقتصادية مؤكدة ستصيب الغنى قبل الفقير فانتظار البَلى قاتل. فتخيل معى لو أنك تسكن عقارا به كم كبير من السكان ولكن قليلون من يعلمون أنه سينهار بعد فترة قصيرة ولم يستطيعوا لا تغيرالسكن ولا إنقاذ العقار تخيل ماذا ستجد حالهم ؟ ستجدهم يصرخون وينددون ولاينامون مكتئبين وهم.انتظار الموت.
بالضبط هذا حال المثقفون والمصارحون أنفسهم بالحقائق من أبناء هذا الشعب والباقى يشعر بقرب وقوع الكارثة منه، ولكنه يكذب عينه ليتعايش مع واقعة المؤلم ولكنه أيضا يعانى نفس حالة الاكتئاب.