أمل جمال الدين تكتب: المناظرة الأهم.. لماذا بوتين؟
في المناظرة الأخيرة بين مرشحى الرئاسة الأمريكية، والتي كانت فجر اليوم، صدق ترامب وتفوق على نفسه عندما تكلم وهو يشير إلى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية مقارنة بقرينتها الروسية، وقال إن بوتين تفوق على أوباما واستطاع أن يقترب من الاستحواذ على الشرق الأوسط وهو ما لم يستطع فعله أوباما.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: هل كان يستطيع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما أن ياخذ نفس نهج رئيس روسيا ويصل إلى الشرق الأوسط على قناعة من زعمائه وشعوبه؟ والإجابة قولا واحدا "لا".
فروسيا تعمل من أجل روسيا وأمريكا تعمل من أجل إسرائيل، فبوتين رغم كل علامات الاستفهام الكثيرة التي تحيط به إلا أن الشراكة معه تقترب أن تكون خالية من الخديعة مقارنة بمثيلتها الأمريكية.. بمعنى آخر أنه إذا التقت المصالح الروسية بأى دولة في الشرق الأوسط حتى لو كانت الأخيرة هي أيضا مستفيدة ستكون صديقة وحليفة حقيقية لروسيا.
روسيا لا تقف طويلا أمام الدين، أما أمريكا فأحد وجوه حربها على العرب هو حرب على الإسلام، روسيا تحارب من أجل أن تكون القوة العظمى الأولى في العالم وستأخذ معها حلفاءها، أما أمريكا تحارب من أجل أن تكون إسرائيل القوة العظمى الأولى في العالم لكى تقضى تماما على العرب والمسلمين وللأسف الرأس المطلوبة هي مصر.
وأخيرا وليس آخرا.. التحالف مع روسيا قد يكون طريقا للقضاء على الإرهاب ضد العرب والمسلمين أما أمريكا فهى صانعة طالبان والقاعدة وداعش وأكيد الأسوأ يتم تحضيره الآن.
ونخلص إلى أمرين:
الأول وهو إذا كان ليس هناك لنا إلا الاختيار بين أمرين كلاهما مر فأكيد روسيا أقل مرارة، فهى على الأقل مازلت تحمل لنا أملا أن القادم معها سيكون أفضل من غيرها.
أما الأمر الثانى، وهو غباء ترامب الشديد، وأنا هنا أتكلم على المستوى السياسي.. فهو بتكرار ذكره لرغبته بالتحالف مع روسيا أسقط نفسه من أدنى احتمال لفوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لأن هذا التحالف أكيد لا تباركه إسرائيل.