70 % من الطرق مخالفة و35 مليار جنيه خسائر سنويا.. ووزير النقل:«لسنا مسئولين».. نائب يطالب بحل المشكلة.. وخبراء طرق: الصيانة أبرز المشكلات.. والمنظومة المصرية خارج المواصفات العالمية
« لسنا مسئولين عن حوادث الطرق» كان ذلك رد الدكتور جلال السعيد وزير النقل خلال جلسته بالأمس أمام مجلس النواب، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هناك خطة لتقليل الحوادث بنسبة 10% سنويًا.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في حوادث الطرق، مما يزهق أرواح الآلاف بشكل سنوي.
وخلال مناقشة مجلس النواب كشف النائب إسماعيل نصر أن 70% من الطرق بمصر مخالفة للمواصفات القياسية، مطالبًا بضرورة وضع إرشادات وعلامات في الطرق، فضلًا عن تطبيق العلم الذي تُدرسه كلية الهندسة بشأن تخطيط الطرق.
3 مشكلات للطرق
من جانبه يرى الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة الأزهر، أن هناك 3 مُشكلات لشبكة الطرق في مصر، أولاها عدم إجراء الصيانة الدورية للطرق والكباري، والتي من المُفترض إجراؤها كل 5 سنوات، وتتجاهل الحكومة إجراءها إما لنقص الموارد المادية أو فشل المسئولين، محذرًا من استمرار ذلك، ما قد يؤدي إلى سقوط كباري في المستقبل.
أما ثاني المشكلات فهي مخالفة معايير سلامة الطرق من قبل الدولة والسائقين، مُستشهدًا بقرار وزارة النقل والمواصلات قبل أكثر من عقد، والذي يسمح لسائق السيارة النقل بحمل أوزان تزيد أضعافا عن طاقة تحمل الطريق مقابل دفع 21 جنيهًا عن كل كيلو جرام، إلا أن القرار يُحقق أضرارا فادحة بشبكة الطرق ويجب إلغاؤه.
ويأتي نقص التجهيزات المرورية كثالث المشكلات التي تسببت في تلك الحالة، والمتمثلة في اللوحات المرورية والرسومات الإرشادية على الطرق.
وعن الحل الجذري لتلك المُشكلات، قال أستاذ هندسة الطرق: "إن استبدال الطرق الأسفلتية بالطرق الخرسانية يجعل إجراءات الصيانة أسهل وتنفذ كل 20 عاما بدلا من 5 أعوام.
35 مليار جنيه خسائر سنوية
وفي نفس السياق قال اللواء يسري الروبي، الخبير المروري: "إن الخسائر المُباشرة التي تتحملها المحروسة جراء أخطاء الـ3 محاور المرورية – طرق وسائقين ومركبات – تصل إلى نحو 25 ألف قتيل سنويًا و70 ألف مصاب وخسائر مادية بنحو 35 مليار جنيه في العام"، مشيرًا إلى أن الخسائر غير المباشرة تمثل أضعاف تلك الأرقام.
وأضاف «الروبي» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن النائب إسماعيل نصر الدين مخطئ في تقديره، فبنسبة 100% من الطرق في مصر مخالفة للمواصفات القياسية – على حد قوله – مؤكدًا أن التصميمات ووسائل إنشاء الطرق في مصر تم إلغاء التعامل بها عالميًا منذ أعوام.
وأوضح الخبير المروري أن ما يُطبق في العالم منذ سنوات يُعرف بـ«الطريق الرحيم» ويكون له حسابات عدة، فيما يخص ميل الطريق وعرضه وخشونة الأرضية ومستوى الانحناءات وغيره من المحاور؛ ليُصبح الطريق قادرًا على امتصاص أخطاء السائقين.
واستنكر الروبي عدم استخدام الطرق الرحيمة في مصر حتى الآن، بل إن الطرق الحديثة التي تعمل عليها الدولة حاليًا لم يدخل في تصاميمها الأساليب الحديثة.
وأكد أن إنشاء طرق خاصة يحتاج إلى شركات إنشاء عملاقة، وتلك الشركات غير متواجدة بمصر.