دار الإفتاء تواصل تقدمها نحو العالمية.. تنشئ مرصدًا للأقليات المسلمة.. تدشن قاعدة بيانات للمراكز الإسلامية بالخارج.. تطالب بإصدار تشريع يجرم الإفتاء بغير علم.. تدعو للتركيز على الجانب الأخلاقي
أسدلت دار الإفتاء المصرية اليوم، الستار على المؤتمر الدولى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي عقد على مدى يومين بالقاهرة، تحت عنوان "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد في الأقليات المسلمة"، بمشاركة وفود من 80 دولة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأثنى الحاضرون على حسن تنظيم المؤتمر، ووجهوا التحية والشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، ومستشاره الدكتور إبراهيم نجم، على الحفاوة الجيدة التي قوبلوا بها.
مفتى البوسنة والهرسك
وبعث الشيخ مصطفى سرتش مفتى البوسنة والهرسك، رسالة شكر وتقدير من شخصه كأحد الطلاب الدارسين في الأزهر إلى مصر والأزهر، تقديرًا لفضل مصر وجهدها في توفير مناخ العلم له وجعله على قدر كبير بين أبناء وطنه قائلًا: "إن لمصر كلمة من البوسنة إلى البوسنة لا تحزنى أن الله معكى في الثبات والسلام".
أم الدنيا وأبوها
وأضاف أن لمصر أبواب متفرقًا منها "الحب والحكمة ونصر الأمة" وليس كما يدعى البعض عليها "باب القبح والجهل والحرب"، وأننا جميعًا نسمع ونبصر لما يقوم به الحاقدون من أجل تشويه سمعتها، وجاهزين لمناصرتها بكل الطرق لرد جميل تعلمنا في الأزهر، ونتمنى من الله أن تكون مصر في حسن حفظ الله لها، لأن مصر أم الدنيا وأبوها.
ترك الأوطان
وكشف الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، عن إعلان القاهرة الصادر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وأكد المشاركون في المؤتمر العالمي، أن الجانب الأخلاقي هو الجانب الأعظم من الدين الإسلامي لا يحق لأحد أن يتجاوزه أو يختزله أو يتحايل عليه.
وشددوا على أن ترك الأوطان تحت دعوى الهجرة إلى أرض الخلافة المزعومة أمر يرفضه صحيح الدين، متمسكين بحقهم في الاستقرار بأوطانهم، معتقدين أن تمسكهم هذا تحقيق لمراد الله الذي أقامهم فيه.
توصيات المؤتمر
وأعلن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، توصيات المؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء في العالم الذي عقد بالقاهرة على مدى يومين تحت عنوان "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة".
وأكد المشاركون في المؤتمر أن الوجود الإسلامي في الخارج ليس وجودًا طارئًا أو استثنائيًا، ولم يعد أيضًا مجرد تجمع أو أقلية لجماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل أصبح هذا الوجود جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي لتلك البلاد لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات.
وشددوا على ضرورة أن تمثل الجاليات المسلمة في العالم حلقة وصل للحوار الحضاري والتواصل الثقافي والفهم والاستيعاب المشترك مع العالم الإسلامي.
وطالبوا بالتعاون مع المؤسسات العالمية الهادفة إلى الخير والسلام في الوصول لهذه الأهداف الإنسانية وسيلة مهمة لبيان رسالة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء باعتبارها كيانًا يؤسس لمواجهة فوضى الفتاوى ويواجه الأفكار الإرهابية حول العالم.
وجاءت نص التوصيات كما يلى:
1.المسارعة إلى العناية بتقريب الفقه الإسلامي المعاصر للجاليات المسلمة حول العالم عن طريق:
1.رفع الواقع وتقديم الحلول الشرعية المناسبة، وذلك بالتعاون مع ذوي الشأن.
2.ترجمة عيون الفتاوى المناسبة لأحوال المسلمين في الخارج للغات البلاد المختلفة.
2.الدعوة إلى الالتفاف حول المرجعيات الإسلامية الكبرى في العالم وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي الجامع بين الحفاظ على النصوص والتراث والحفاظ على المقاصد والمصالح.
3.اعتماد فتاوى المجامع الفقهية مثل مجمع الفقه الإسلامي بجدة ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومجمع الفقه بالهند فتاوى مرجعية مع مراعاة تغير الفتاوي بتغير المكان والأحوال والأزمان.
4.يستنكر المؤتمر الجهود الإرهابية الآثمة التي تحاول استغلال الجاليات الإسلامية أو المسلمين الجدد في تمرير أهدافهم الدنيئة والزج بهم في براثن التطرّف والإرهاب.
5.دعم جولات الزيارات المتبادلة للمفتين المؤهلين المعتمدين وللمتدربين على الإفتاء في قضايا المسلمين في الخارج.
6.العناية الخاصة بالمسلمين الجدد بإصدار مناهج تعليمية معتمدة لتعليمهم صحيح الدين، وإصدار برامج تدريبية ومعسكرات تثقيفية يرد فيها على فتاواهم وأسئلتهم بشكل صحيح.
7.الدعوة لعمل قاعدة بيانات للمراكز الإسلامية الموجودة في دول العالم المختلفة، مع التعريف بها، والتعاون معها لكونها وسيلة للتواصل بين المسلمين حول العالم، ووسيلة للحوار بين العالم الإسلامي والآخر.
8.الاستفادة من وسائل الاتصالات المعاصرة وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل الأفكار حول شئون الجاليات الإسلامية في الخارج والتعرف على مشكلاتهم.
9.الدعوة إلى أهمية إصدار تشريع يجرم الفتوى من غير المتخصصين ودعوةُ الجميع إلى تفعيله والالتزامِ به.
10.دعم البرامج التدريبية التي تقدمها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لرفع مهارة، وكفاءة الدعاة وأئمة المساجد الإفتائية.
11.إنشاء لجان علميةٍ لتنفيذ توصيات المؤتمر ترفع تقارير دورية للأمانة حول سبل وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ.