رئيس التحرير
عصام كامل

ندوة بـ«ألسن عين شمس»: الحياة السياسية تأثرت بتأميم قناة السويس

جامعة عين شمس
جامعة عين شمس

استضاف قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن بجامعة عين شمس برئاسة الدكتورة سلوى رشاد وكيل الكلية لشئون القطاع الدكتور لازلوج ناج أستاذ التاريخ المعاصر بالمجر وبحضور ريناتاكوفاتش المستشار الثقافي للسفارة الروسية بالقاهرة، في ندوة بعنوان "أزمة قناة السويس والأحداث التاريخية المعاصرة لها بدولة المجر".


وأكد لازلوج ناج أن العدوان الثلاثي على مدينة السويس له الأثر الأكبر على الحياة السياسية ليس بالمجر فحسب، بل أن تأثير الأزمة المصرية مرتبط بكافة دول العالم خاصة دول شرق أروربا.

وأوضح أن ما بين خريف وربيع عام 1956 كانت دولة المجر تخضع لسيطرة الحكم الشيوعي للاتحاد السوفيتي السابق ولكن بعد موت "ستالين" رئيس الاتحاد السوفيتي السابق بدأت سياسة الاتحاد في التغير نحو كافة دول العالم ؛ وبالتزامن مع الصراعات الداخلية التي نشبت بدولة المجر ؛ انقسم الشعب ما بين المحافظين وبين دعاة في الحياة السياسية.

و كان لأصحاب اتجاه الفكر المحافظ السطوة في الحياة السياسية، مما دفع الحركة الطلابية في المجر لاحتشاد بالشوارع والتعبير عن غضبهم إزاء الأوضاع السياسية المتردية في المجر في ظل خضوعها للحكم السوفيتي السابق؛ وكانت تلك هي نقطة شرارة لاندلاع الثورة المجرية التي أيدها الشعب وكانت تستهدف الاستقلال.

وأشار إلى أن الثورة شهدت أحداث مأساوية بعد التدخل العسكري للقوات السوفيتية في المجر مما أسقط عددا كبيرا من الضحايا، وبالتزامن مع تلك الأحداث كان على الجانب الآخر من الكرة الأرضية يقف رئيس جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر يخطب في شعبه خطابًا كبيرًا لم يأثر في شعب مصر فقط بل أثر في كافة حكومات وشعوب العالم ؛ ففى الوقت الذي كان يحث على تمويل بناء السد العالى تخلت عنه كل دول العالم، فلم يتبق أمامه سوى الاعتماد على القدرات الذاتية لمصر المحدودة في ذلك الوقت.

وجاءت كلمات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لترتكز على محورين رئيسيين هما تأيد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى، والنقطة الأهم في خطابه هي إنهاء التبعية السياسية لمصر عن الجانبين الأمريكي والسوفيتي السابق، مما دفع العديد من دول العالم لاستنكار خطاب الرئيس المصري الذي أثار الشعوب المحتلة ضد الدول الاستعمارية الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا.

ومع تلك الكلمات الحازمة للراحل جمال عبد الناصر أمام رجال الجيش المصري قناة السويس وبعد التأكيد من فرض السيطرة المصرية على قناة السويس أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية على مسمع من كافة حكومات وشعوب العالم، مما دفع بريطانيا وفرنسا لمعاقبة مصر بالتعاون مع إسرائيل لشن هجوم عسكري على شرق مصر.

ومع تلك الأحداث كان الاتحاد السوفيتي السابق حليفًا إستراتيجيًا قويا لمصر، وتدخل سياسيًا لمحاول إنقاذ مصر من العدوان الثلاثي من خلال إصدار بيان يدين هجوم الدول الثلاث على محافظة السويس مهددا بالتدخل العسكري فورًا باستخدام أسلحة متطورة لم تستخدم من قبل، مما دفع مجلس الأمن الدولي لإصدار قراره بوقف القتال وسحب قوات العدوان الثلاثي من الأراضى المصرية بعد الضغوط السوفيتية.

وهنا خلقت أزمة قناة السويس حالة من الارتباك السياسي للاتحاد السوفيتي السابق ففى الوقت التي تدخلت عسكريًا في المجر لقمع إحدى الثورات ضد الاحتلال، كانت قد اتخذت موقف صارم تجاه التدخل العسكري ضد مصر.

مما أدى إلى وقف التدخل العسكري السوفيتي في الأراضى المجرية ودعوتهم لإجراء مفاوضات جاده بين الجانبين لإنهاء الأزمة والبدء في اتخاذ خطوات جدية في جلاء الجيش السوفيتي عن الأراضي المجرية، مما كان له الأثر الأكبر في تغيير السياسة السوفيتية تجاه كافة الدول التي كانت تخضع لسيطرتهم في ذلك الوقت.
الجريدة الرسمية