رئيس التحرير
عصام كامل

خالد صالح: «فبراير الأسود» رسالة حازمة من الطبقة المتوسطة إلى الإخوان

فيتو

منذ إطلالته الأولى، أكد الفنان خالد صالح وضعه على خريطة فن التمثيل كنجم مثقف، يحمل الكثير من الخبرات والقدرات التى تقربه من نجوم السينما فى العالم.

دائما ما تكشف، أعماله عن مغامرة محسوبة بدقة، لا تترك شيئا للصدفة، كما لا تشغلها حسابات الإنتاج أو الربح والخسارة، وهو ما يؤكد عليه فيلمه الجديد "فبراير الأسود" الذى يعرض حاليا فى دور العرض، حيث يناقش بجرأة التحولات الاجتماعية فى مصر خلال الثلاثين عاما الأخيرة، من خلال سيناريو أقرب إلى "الفانتازيا" منه إلى الرصد الاجتماعى المباشر.
يتحدث خالد صالح عن قصته مع "فبراير الأسود"، و"الحرامى والعبيط"، الفيلم الذى انتهى من تصويره مؤخرا، ومسلسل "فرعون" الذى يستعد لتصويره، وإلى تفاصيل الحوار :
◄ هل أنت راض عن ردود الأفعال حول فيلمك الجديد «فبراير الأسود»؟
- راض جدا، بدليل الإيرادات التى وصلنا إليها رغم الحالة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، وحالة الكساد التى تعيشها السينما، وتراجع الإيرادات الذى يؤكد أن الإنتاج على شفة حفرة.
◄ ماذا جذبك فى تجربة "فبراير الأسود"؟
- جودة العمل أكثر ما يجذبنى إليه، سواء كفيلم أو مسلسل، كما أننى لا أتعمد تقديم خط سياسى، وإن اتفقت مع الجميع على أن أغلب ما قدمته يتضمن خطا سياسيا واحدا، ما عدا عملين أو ثلاثة، وأرى أن السر فى ذلك هو تكوينى الشخصى الذى لا يستطيع الانفصال عن مجتمعى.
◄ هل ترى الوقت مناسبا لتقديم كوميديا سوداء من نوعية "فبراير الأسود"؟
- استقبال الناس، وإيرادات الفيلم الجيدة، تعبر عن افتقاد الجمهور لتلك النوعية من الأعمال، خصوصا أن الواقع الذى نعيشه حاليا مليء بالكوميديا السوداء، نراها ونسمعها فى كل مكان حولنا، ونحن كشعب نجيد الضحك على مآسينا، أضف إلى ذلك أن الفيلم الجيد ليس له وقت، وخصوصا إذا كان مقدمه المخرج محمد أمين، الذى يمتلك مشروعا مميزا على شاشة السينما المصرية منذ أول أفلامه وحتى "فبراير الأسود".
◄ هل تتفق مع الآراء الواردة فى الفيلم؟
- بالتأكيد، فالفيلم بالأساس يؤكد أن الحل لكل أزماتنا هو العودة للعلم، باعتباره طريقنا الصحيح إلى إنشاء الدولة الحديثة، وتكوين نظام اجتماعى حقيقى على أساس العدالة والمساواة، خصوصا أن الطبقة الوسطى قد انهارت تماما خلال السنوات الأخيرة.
◄ ولكننا رأينا تلك الطبقة تحاول جاهدة الالتصاق بطبقات وشرائح أخرى فى الفيلم، لماذا؟
- الفيلم يقدم هذه المحاولات باعتبارها طوق نجاة من الغرق والضياع، وستلاحظ أن الطبقة المتوسطة تحاول الوصول إلى بر الأمان والطمأنينة، بعد أن تم دفنها تحت طبقات من الرمال، ونحاول من خلال الفيلم توصيل استغاثة تلك الطبقة المهمة لاتزان المجتمع، لأنه يجب علينا إخراجها وتعد هذه الرسالة إلى النظام وبما أن الإخوان الآن هم النظام فهى موجهة إلى الإخوان.
◄ نأتى إلى فيلم "الحرامى والعبيط"، ألست خائفا من التعامل مع المنتج أحمد السبكى؟
- بصراحة، فى البداية كنت متخوفا من العمل مع السبكى لما كنت أسمعه عنه من أنه يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة، إلا أننى فوجئت أن كل ما يقال ليس له أساس من الصحة، بل أنه وفر للفيلم كل الإمكانيات اللازمة، وأعتقد أننا يجب أن نوجه له التحية على عمله إلى الآن فى صناعة السينما، رغم أن أغلب شركات الإنتاج قد توقفت.
◄ ماذا جذبك فى "الحرامى والعبيط"؟
- أكثر ما أسعدنى فى هذا العمل هو تعاونى مع خالد الصاوى وأحمد عبد الله، فقد عملنا سويا فى مسرح الجامعة وتربطنا صداقة قوية، وكنا لفترة طويلة نبحث عن عمل جيد يجمعنا إلى أن وجدنا ضالتنا فى "الحرامى والعبيط"، وأجسد فيه شخصية مختلفة وجديدة عما قدمته وسيفاجأ الجمهور بها، خصوصا أننى عادة ما كنت أقلد شخصية العبيط أمام أصدقائى فى بداية عملى، لكننى اجتهدت حتى تخرج بشكل مختلف؛ لأنها شخصية شديدة الصعوبة.
◄ ما سر ظهورك هذه الأيام بشكل مختلف وجديد عما اعتدناه؟
- هذا هو "اللوك" الخاص بمسلسل "فرعون"، وأتعاون فيه مع المخرج المتميز محمد على والفنانة جومانا مراد والفنان صبرى فواز وعدد كبير من النجوم، وأقدم فيه شخصية رجل أعمال، ومن المقرر أن يعرض فى رمضان المقبل.
◄ تردد أنك تقدم فى هذا المسلسل شخصية صبرى نخنوخ؟
- هذا الكلام غير صحيح فالعمل كما يتضح من اسمه يناقش كيف يتحول الناس إلى فراعنة، وتلك النماذج يمكن أن نراها فى الشارع حولنا، وهى نتاج ما تعرض له الشعب المصرى من تغيرات اجتماعية خلال الـ30 عاما الماضية، وجميعنا نعى ما يمثله ذلك من خطورة علينا.
◄ ما رأيك فيما يقال عن احتمالات هجرة الفنانين المصريين بسبب المناخ الحالى؟
- هذا الكلام غير حقيقى، فالفن المصرى باق، والفنانون المصريون مؤمنون بقضيتهم، ولن نسمح لأحد بالاقتراب من عملنا، وأقولها بصوت مدوٍ: الفن المصرى خط أحمر.
الجريدة الرسمية