لقاء أمريكي أوروبي بشأن سوريا غداة اجتماع لوزان
يجتمع وزير الخارجية الأمريكي مع وزراء خارجية الدول الأوروبية في لندن الأحد لبحث الصراع في سوريا، وذلك بعد يوم من انتهاء محادثات لوزان بدون نتيجة، فيما قالت روسيا إنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد "داعش" وجبهة فتح الشام.
ويعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماعًا مع نظرائه الأوروبيين في العاصمة البريطانية لندن الأحد 16 أكتوبر 2016 لبحث الملف السوري، وذلك بعد يوم من انتهاء المحادثات مع روسيا لم تفض لأي نتيجة، وسط تبادل حاد للاتهامات بين واشنطن وموسكو واستمرار القتال في سوريا.
وتأتي تلك الجهود الدبلوماسية المكثفة، بعد أسابيع من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار ووقف واشنطن التعاون مع موسكو بسبب قصفها المتواصل لمدينة حلب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوسائل الاعلام المحلية عقب المحادثات إنه ضغط من أجل بدء "عملية سياسية" لإنهاء الصراع "في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى أن الأطراف "اتفقت على وجوب الاستمرار في الاتصالات خلال الأيام المقبلة".
في المقابل، ذكر كيري أنه "تحدث بشأن أفكار جديدة لوقف إطلاق النار"، وأن "هناك أفكارا كثيرة يجب التعمق بها سريعا على أمل أن تساهم في حل المشكلات التي تعوق تطبيق وقف إطلاق النار السابق" الذي تمّ التوصل إليه.
وشارك في اجتماع أمس السبت في لوزان كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران والعراق وقطر والسعودية ومصر وتركيا، فيما غاب الأوروبيون عن اللقاء.
وسبق المباحثات اجتماع ثنائي بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، كان الاجتماع الأول بينهما منذ بدء الهجوم الروسي-السوري على أحياء حلب الشرقية قبل ثلاثة أسابيع.
ويفترض أن يواصل وزير الخارجية الأمريكي الأحد جهوده في لندن في اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وعدد من نظرائه الأوروبيين الآخرين.
وتنتمي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن هذه المجموعة لا تستطع اتخاذ قرارات سريعة نظرًا لحجمها، موضحين أن اجتماع لوزان كان أكثر فائدة لأنه تركز على الدول الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية.
وتزامن اجتماع لوزان مع أجواء من التوتر الكبير بين روسيا والغرب الذي يتهمها بالتورط في "جرائم حرب" في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب.
وتواصل الطائرات الروسية والسورية قصف هذه الأحياء منذ 22 سبتمبر الماضي، وذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن المستشارة الألمانية ميركل دعت من جانبها إلى فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا نظرا للدور الذي تلعبه في الأزمة السورية والأوكرانية.
من جهتها، صرحت الخارجية الروسية اليوم الأحد أن جميع المشاركين في محادثات لوزان "اتفقوا على أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبلهم من خلال حوار يشمل كافة الأطراف"، كما أكدوا التزامهم بالحفاظ على سوريا "موحدة وعلمانية".
كما جددت الوزارة الموقف الروسي حول ضرورة فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) وغيرها من "الجماعات الإرهابية" التابعة لها، حتى "ينجح" أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وتابعت "في الوقت نفسه يجب أن يكون مفهومًا أن العمليات ضد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ستستمر".
ويأتي هذا الاجتماع بينما يتحدث عدد من الدبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة نظام الرئيس بشار الأسد ثاني مدن سوريا، مما سيشكل انتصارًا رمزيًا واستراتيجيًا حاسمًا له منذ بدء النزاع في 2011.
ومنذ مارس 2011، أسفر النزاع في سوريا عن سقوط أكثر من 300 ألف قتيل وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.