رئيس التحرير
عصام كامل

تعلموا.. من الشيخ الشعراوي!


ذات مرة سأل الرئيس الراحل أنور السادات الشيخ الشعراوي وزير الأوقاف-وقتها-:هل صحيح أنك لا تجلس إلى مكتبك يا شيخ شعراوي، فرد الإمام على الرئيس بحسم: نعم.. حتى يتسنى لي رؤية الناس ذوي الحاجات الذين يقصدونني كوزير مسئول.. ثم أردف في مزحة تنطوى على بلاغة ومغزى كبيرين.. و"عندما ترفدونني أقول يا فكيك" !!


والمعنى واضح في رد إمام الدعاة؛ ذلك أن الرجل قبل المنصب على مضض بعد طول إلحاح عليه، فلم يكن حريصًا على الجاه ولا السلطان، لإدراكه أن الوزارة وزر ثقيل، وعبء جسيم، ومسئولية سوف يُسأل صاحبها عما أخذ وعما ترك.. وليست كما يظنها كثيرون وجاهة ونفوذًا ومغانم.. ضرب الشعراوي مثلًا في الزهد والتواضع ومحبة الناس، والحرص على خدمتهم بحسبان الوزير منصبًا مهمته خدمة المواطنين بالأساس.. والمغزى الأعمق في إجابة الشعراوي هو استعداده لترك مقعده في أي وقت ولأي سبب.. وهو ما يؤكد عزوفه عن المناصب وحرصه على ما ينفع الناس.
الجريدة الرسمية