نجيب محفوظ: نوبل طمأنتنى على مستقبل أسرتى ماديا
في مجلة "نصف الدنيا" عام 2001 وفى حوار أجراه الصحفى أحمد الشهاوى مع الأديب الكبير نجيب محفوظ بمناسبة ذكرى فوزه بجائزة نوبل في الأدب وأثر هذه الجائزة عليه ماديا ومعنويا خاصة وأن قيمتها كانت وقتها 2 مليون دولار.
كان الأديب الكبير قد قام بتقسيم الجائزة بينه وبين زوجته السيدة عطيات وابنتيه فاطمة وأم كلثوم بالتساوى، ثم تبرع بنصيبه إلى مرضى الفشل الكلوى.
كانت جائزة نوبل فرحة كبيرة جدا من حيث قيمتها الأدبية بالنسبة لى وللأدب العربى عامة، كما أنها أحدثت نقلة مادية لابأس بها طمأنتنى على مستقبل أسرتى الصغيرة. وقد علمت بالفوز مفاجأة وأنا أجلس مع مجموعة من أصدقائى الحرافيش على مقهى بالجمالية.
ولكن لأنى حصلت عليها في سن متأخرة، فقد تلتها أمراض الشيخوخة والضعف العام.. فكانت أولا العملية التي اضطررت لإجرائها بلندن في القلب عام 1990، وكانت تجربة شديدة ثم تلتها عملية الاعتداء علىّ عام 1993 ميلادية والتي تطلبت هي الأخرى عملية جراحية لا تقل مشقة عن عملية لندن.
ولأن سمعى وبصرى كانا قد بدآ يضعفان فقد نزل كل منهما بعد ذلك إلى المستوى الأدنى حتى أننى الآن لا أستطيع الإبصار إلى أبعد من نحو شبر واحد فقط، أما السمع فإن المتحدثين معى يعرفون المشقة التي أكبدها إياها حتى يسمعونى ما يقولون.
أما ما لم أكن أتوقع أننى أستطيع العيش معه فهو الحرمان من منابع الثقافة التي عشت أستمتع بها طوال حياتى مثل القراءة ومتابعة وسائل الإعلام من التليفزيون والإذاعة والاستماع إلى الموسيقى.. وقد كانت هذه الأشياء متعة حياتى.
إضافة إلى أنه قد فاتنى بسبب ذلك الوهن الذي أنا فيه الآن أد أدخل العالم الحديث بالتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت وما إلى ذلك.
وقد كان علىّ في النهاية أن أدفع الثمن، فقد عشت نحو عام بعد نوبل في فرحة الفوز، ثم بدأ بعد ذلك دفع فاتورة الحساب، وكانت الأعوام العشرة الأخيرة هي فترة دفع فاتورة الحساب.