رئيس التحرير
عصام كامل

حسن حامد.. أول حلاق شارع في مصر الجديدة «تقرير مصور»

فيتو

عندما تخطو في قلب ميدان الحجاز ليلا وبالتحديد بجوار موقف الأتوبيس، تلمح عيناك منظرا غير مألوف في شوارع مصر الجديدة، تجد شابًا في العقد الثالث من العمر يمارس مهنته في قلب الشارع بوجه يعلوه الوقار، يصحبه ابتسامة نابعة من قلب يانع، حيث يحتضن بإحدي يديه (ماكينة الحلاقة) التي تُعد بمثابة رفيقة دربه، بينما تقوم الأخرى بضبط إيقاع العميل، خوفًا من تحركه يمينًا أو يسارًا، وما هي إلا دقائق قليلة حتى تتهادي إلى آذانه كلمات شكر من العميل بفعل جمال الطلة الجديدة.. إنه حسن حامد.. أول حلاق شارع بمصر الجديدة.



عشق "حسن" في مقتبل حياته مهنة الحلاقة، وكانت في عينيه بمثابة المسرح لتحقيق أحلامه وضمان لمستقبل مشرق، فقرر طوعًا مزاولة المهنة مفضلا إياها عن غيرها، وهرول مسرعا حاملا حقيبة أدواته بوجه نشط يعلوه حماسة الشباب نحو شوارع مصر الجديدة، وشاء القدر أن يهدي إليه أحد أصدقائه المقربين فكرة افتراش سرفيس في الشارع، وهو مكان يضع فيه حسن أدوات الحلاقة والمرآة، ثم سنحت له فرصة العمل بصالونات الحلاقة، فأخذ يتنقل بينها حتى استقر به المطاف مرة أخرى في موقعه القديم.. في الشارع.

يحكي "حلمي" عن بدايته قائلًا: "بدأت عملي منذ 14 عاما من خلال صندوق صغير وكرسي، وتطور الأمر خلال فترة قصيرة بعد إيمان الناس بمشروعي البسيط، حيث وضعت "ترابيزة" تعتليها أدوات المهنة، ثم وصل الأمر لصناعتي سيرفيس بيدي بعد "تحويشة" لتكون مستقرًا لأدواتى، وتابع "أعول أسرتي المكونة من والدتي وشقيقتي، ولا أفرض على عملائى أسعارًا، بينما تتلخص أحلامي في شقة وزوجة وصالون خاص.

 

 

 

ماكينة الحلاقة والمقص هي كل مايملكه الشاب الثلاثيني، يبدأ يومه متوكلًا على الله.. وكله يقين أن رزقه سوف يأتيه، حتى يعود حاملا إياه إلى صاحبة الفضل والدته التي تعلق شتي آمالها عليه، بجانب شقيقته التي تسعي لإنهاء دراستها حتى تخفف الثقل عليه نوعا ما، ويتسني له تحقيق أحد أحلامه وهو الزواج.

 

 

 

الراحة تسيطر على وجوه العملاء، ما إن وطأت اقدامهم موقع حسن حلمي، بسبب إلمامه بالقصات الكلاسيكية، وإطلاعه على آخر صيحات الموضة بجانب ذوقه الرفيع.

 

 

 

أسعاره الزهيدة تجذب أقدام العملاء نحوه لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة والاستعانة به لتنظيف البشرة وصبغ الشعر بالألوان المختلفة بسعر خيالي بالمقارنة مع منافسيه بالمهنة.

 

 

تتعالي الضحكات والهمسات حين يبدأ حسن بعرض المسرحيات عن طريق «التاب».

 

 

 

يلجأ بين الحين والآخر لتناول كوب الشاي، وتدخين سيجارة ليستعيد صفاء ذهنه مرة أخري، نظرا لتوافد أعداد كبيرة من "الزبائن".. كما يقول "التقاط الأنفاس يلزمه رشفة من كوب شاي.. وأنفاس من السيجارة.. فهما يضفيان على العمل نكهة خاصة".

 

 

 

 

بعد انتهاء عمله مع كل زبون، يعهد "حسن" إلى تطهير أدواته فسلامة زبائنه دائمًا هي الأهم.

 
الجريدة الرسمية
عاجل