رئيس التحرير
عصام كامل

«أدونيس والسعداوي» قائمة العرب البعيدة عن نوبل للآداب.. «تقرير»

 الأديب نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ

ثمانية وعشرون عاما مرت، منذ إعلان فوز الأديب نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988، قضتها البلاد العربية تبحث عن تتويج مبدع عربي آخر بالجائزة، إلا أن آمالهم تتحطم العام تلو العام عند إعلان اسم الفائز سنويا، على الرغم من توالي أسماء المرشحين العرب لنيل الجائزة، إلا أن عدم وجود قائمة طويلة أو قصيرة للجائزة يجعلها دائما الأكثر عرضة للتخمينات دون جدوى.


القائمة السوداء
تبقى حظوظ المرشحين العرب ضعيفة لنيل الجائزة، حتى مع فوز نجيب محفوظ بها، حيث انقسمت اللجنة على اختياره آنذاك لأنه عربي، ويبدو أن اللجنة حاولت استدراك الخطأ الذي وقعت فيه، من خلال عدم منح الجائزة إلى طه حسين على الرغم من أن اسمه طرح أكثر من مرة، وفي وقت من الأوقات طرح اسم الشاعر محمود درويش، لكن الأمر لم يبد صحيحًا سياسيًا إلا إذا جرى تقاسم الجائزة مع شاعر إسرائيلي وهذا أمر غير وارد في جوائز نوبل.

سوريا والحركات الإسلامية
ونجد خلال الأعوام الأخيرة الماضية، اسمين عربيين على تخمينات الجائزة، هما الشاعر السوري أدونيس والكاتبة المصرية نوال السعداوي، وعلى الرغم من أن أدونيس يمتلك حظا جيدا لنيل الجائزة، إلا أن لجنة الجائزة على ما يبدو تأخذ السياسة والدين في اعتبارها، حيث كان أدونيس عام 2011 من أبرز المرشحين لاقتناصها بعدما وجه رسالة قوية لبشار الأسد آنذاك طالبه فيها بترك الحكم للشعب ما جعله الأوفر حظا، حتى بقي اسم المرشح السوري ضمن الأبرز طوال هذه السنوات ليربط البعض ذلك بواقع الأحداث في سوريا، وتأثير التوجهات السياسية على عملية الاختيار.

وكان أدونيس واضحًا في موقفه عندما قال إن ما يجري في سوريا ليس ثورة، وعندما رأى أن لا أمل في الربيع العربي إذا سيطرت عليه الحركات الإسلامية، واتخذ أدونيس مواقف خطرة ومعاكسة للتيار، لا سيما فيما يتعلق بدور الدين في المجتمع العربي، ووقف ضد الرقابة وإرهاب المتعصبين الذين يريدون إسكات أصوات الشعراء.

شطحات فكرية
أما الكاتبة نوال السعداوي، فشطحاتها الفكرية في الدين كانت عائقًا واضحًا لعدم فوزها على الرغم من طرح اسمها أكثر من مرة، حيث تتعارض تصريحاتها دائما مع العقيدة وأصول الإسلام، حيث تعتبر الحجاب عادة جاهلية، وأن بعض الطقوس المستخدمة في الحج "من بقايا الوثنية"، فيما طالبت السعداوى بأن يكون نصيب المرأة من الميراث مثل نصيب الرجل، وأن ينسب الولد لأمه حيث أصرت على تسمية نفسها "نوال زينب" نسبة إلى أمها، و"الرجال يعيشون انفلاتا جنسيا تحت اسم الشريعة والتعدد، ومصر لا تستحقنى، زواج المثليين ليس حراما أو عيبًا".

ميول
تميل لجنة الجائزة إلى اختيار الأدباء ذي الإنتاج الإنساني والمجتمعي لا السياسي أو الديني، حيث يفضلون مناقشة السياسة والدين من خلال قضايا المجتمع نفسه وحكاياته الإنسانية، لا مناقشتها بطريقة صريحة وواضحة، حتى لايقعون في فخ الأهواء السياسية والحركات الدينية التي يفضلون عدم الاقتراب منها.
الجريدة الرسمية