رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل «السيسي» من مؤتمر «الحوار الوطنى» بالخرطوم.. مصر تحرص على تكثيف التعاون مع السودان الشقيق.. نعمل على ترسيخ المصلحة المشتركة بكل المجالات.. ونعزز مساعينا لتحقيق الاستقرار والت

فيتو

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الجلسة الختامية للمؤتمر العام للحوار الوطني السوداني في الخرطوم، والتي شارك فيها أيضًا رؤساء تشاد وأوغندا وموريتانيا، بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.


كلمة السيسي
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: «أود في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي لوجودي اليوم بين أهلنا من أبناء السودان لأكون شاهدًا على هذه المحطة المهمة في تاريخ السودان الحديث، والتي جاءت بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس البشير، وبعد جهدٍ كبير بذله كافة الإخوة الأشقاء في السودان لإجراء حوار وطني يجمع مختلف أطياف وكيانات المجتمع السوداني، ملتفين حول زعامةٍ قوية، ورؤية ثاقبة، وهدف مشترك، لإعلاء مصلحة السودان وتحقيق السلام والاستقرار في ربوعه».

السودان الشقيق
وأضاف السيسي، أن تولى مصر دومًا أهمية كبرى لعلاقاتها بالسودان الشقيق، وهي الدولة الشقيقة والجارة التي تجمعنا بها حدود مشتركة، وترابط ثقافي واندماج بشرى فريد من نوعه يضرب بجذوره في أعماق التاريخ.

المصلحة المشتركة
وفي هذا الإطار، ذكر الرئيس أن مصر تحرص كل الحرص على تكثيف التعاون مع السودان والعمل على ترسيخ المصلحة المشتركة في شتى المجالات، بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء، وبما يحقق الأمن والاستقرار لشعبينا وشعوب المنطقتين العربية والأفريقية.

وثيقة الشراكة
وأوضح خلال كلمته أيضًا: «أود أن أعرب في هذا السياق عن سعادتي وارتياحي لما انتهت إليه من نجاح أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عُقدت للمرة الأولى على المستوى الرئاسي في القاهرة خلال الأسبوع الماضي، وصولًا إلى التوقيع على "وثيقة الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين، وأثق في أننا سنبنى على ذلك النجاح سويًا صوب مزيد من تعميق هذا التعاون الوثيق، وتوسيع حجم المصالح المشتركة بين بلدينا».

الاستقرار
وعن دعم مصر لجهود السلام والاستقرار بالسودان، ذكر السيسي: «لقد دعمنا كافة الجهود التي بذلتموها لإرساء الاستقرار والسلام في أرجاء بلدكم العزيز، وكانت مصر من أولى الدول التي رحبت بدعوتكم لإقامة حوار وطني مجتمعي شامل يجمع كافة الأحزاب والحركات والكيانات السياسية والمجتمعية في السودان، ويعمل على ترسيخ بنية الدولة السودانية الحديثة القائمة على مبادئ المشاركة والديمقراطية، بما يكفل الاستمرار في حماية الحقوق والحريات، ويسهم في تحقيق الأمن والرخاء لكافة المواطنين السودانيين».

الوساطة الأفريقية
وعبر عن ترحيب القاهرة بمبادرة الخرطوم، بالتوقيع على خارطة الطريق المقدمة من آلية الوساطة الأفريقية في مارس الماضي، قائلًا: «حرصكم على الاستجابة للمساعي الإقليمية والدولية الهادفة، خطوة نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في كافة أنحاء السودان، وتأكيدكم على الترحيب بفتح باب الحوار لكافة القوى والفصائل السودانية».

رجل دولة
وأوضح أيضًا: «إني إذ أشيد مجددًا بشجاعتكم كرجل دولة في اتخاذ القرارات المصيرية التي يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، وإذ أنوه بالتقدير بمبادراتكم الوطنية من أجل العمل على تحقيق وحدة الصف السوداني، لأثق في أن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجددًا من حشد كل القوى المخلصة لأبناء السودان واستكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في إطار الحوار الوطني من العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف جهود تطوير الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والإشراف على عملية الإصلاح الدستوري، بما يضمن تحقيق آمال الشعب السوداني في الاستقرار والسلام».

الجهود الإقليمية
وأضاف الرئيس: «يطيب لى في ذلك السياق أن أنوه بالجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدعم السودان لاستعادة استقراره، وأن أؤكد دعم مصر التام للجهود التي تقوم بها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس تابو مبيكي».

القوى المخلصة
واستطرد: «كما أضم صوتي إليكم فخامة الرئيس في دعوتكم لكافة القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم لإيجاد مجال سياسي أرحب ومظلة سياسية متفق عليها، يتحرك في إطارها كل وطني يبتغي تحقيق آمال أبناء السودان، وكذا دعوتكم لكافة الحركات للالتحاق بهذه الجهود، بما يتيح لأشقائنا السودانيين في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي كافة ربوع السودان أن ينعموا بالسلام والرخاء، وبحيث يكون أهل السودان جميعًا على قلب رجل واحد متجهين معا لتحقيق ما تم التوافق عليه من إعلاء لمبادئ المواطنة، باعتبارها أساسًا للحقوق والواجبات المتساوية لكل السودانيين، واحترام حقوق الإنسان وحمايتها، والفصل بين السلطات، وأن يلتف الشعب كله حول جيشه الوطني، وبما يتيح لكل الأشقاء في السودان أينما كانوا أن يعيشوا في كنف وطن موحد، تعلو فيه الهُوية الوطنية السودانية على ما عداها، في ظل استقرار سياسي واقتصادي، وفي ظل الحفاظ على الشرعية الدستورية الجامعة التي تنبع من إرادة الشعب».

استعداد مصر
وشدد «السيسي» في هذا السياق، على استعداد مصر للقيام بكل مسعى، وبذل كل جهد، بهدف دعم كافة السودانيين للمضي يدًا بيد في هذا الطريق.

تعزيز استقرار السودان
وفى نهاية كلمته، وجه الرئيس رسالة للحضور، قائلًا: «اسمحوا لي في الختام أن أهنأكم مجددًا على هذه الخطوة المهمة في سبيل تعزيز استقرار السودان ورخائه، وأن أؤكد لكم دعم مصر الكامل للسودان الشقيق العزيز على قلب كل مصري، وحرصها الدائم على تحقيق السلام والتنمية والازدهار في ربوعه».
الجريدة الرسمية