رئيس التحرير
عصام كامل

" مُسَافِرةٌ لِلمُسَافِر فيّْ " قصيدة للشاعرة شريفة السيد

الشاعرة شريفة السيد
الشاعرة شريفة السيد

هى ذى أنا البنت التي
كشفتْ عن الضوء المباغتِ
فى حدائق ذلك النهر الشــقيّ
فتفتـَّق الخجل المراوغ ُ عن صهيلٍ جامح ٍ
مخبوءةٌ فيه النداوةُ لاتصالٍ بالنقاء القاهريّ

نهران ِمن عسلٍ وديع..
يرسمان الآنَ أوَّل لوحةٍ
فى مرسم الولد الذى فرَكَ الهواء بإصبعَيْهِ
وفكَّ أزرار الكلام المخمليّ..
* * *
تتحمَّمُ الأوقاتُ فوق بريق أيامي
كرائعةِ المُغنِّى باحترافٍ دافقٍ دامٍ شجيّ
تتدلّلُ الفوضى على أرجوحتى
وتشبِّكُ الأحلام فى فوضى الربيع الداخليّ
يتسَّربُ الفرح المؤَّجل ُمن جفونى، من ضلوعى، من يَديّ
أتعجـَّلُ الضَّحكَ الصُراخ َلأنتمي
لعشيرةِ البُلهاء حين تصببوا، وتراقصوا، وتيمَّموا
بحماقة البين الأليم بمشهدٍ (رومانتِكيّ..)
* * *
هى ذى أنا الـ هَرَبتْ إلى أطيارها
تلهو مع الودَق العَصِيّ
تتلقف القطراتِ فى مكرٍ وتودعها أماناتٍ
على طرف النهار فجاء يحبُو فوق صدرٍ أنثويّ
ملأَى بشيءٍ هادئٍ
يترقبُ الضوضاءَ من ثقبٍ صغيرٍ
يُجبرُ الأشياء أن تأتى إليّ
لأُعيدَ ترتيبَ البديهيات فى جسدٍ
يقول الناسُ عنه سُلطوِيّ
* * *
القـُبلة الأولى تقاتلنى وتوحى..
ثم تهمسُ فى ربوع النور... فيّ
مصباحها ألقٌ تلفـَّتَ
لم يجد إلاَّيَ ضوءًا
يلتقى فيه المسافرُ بالمقيم على مداخل شاطئَيّ
جرداءَ كانتْ
وابتسامتها مجرد كبرياءٍ صامتٍ ساج ٍعفيّ
بوسامةِ النبلاء عادتْ
بعدما حطَّ ابتهالتَهُ على الخدّ النديّ
* * *
هى ذى أنا
بشهادة الرائين لا أحنو، ولا أدنو، ولا وقتٌ لديّ
أتحيَّنُ الفُرصَ، المسافَةَ
وانسحابَ الروح لحظة َ خلوتي
ليدلَنى قلبى عليّ
وأراقبُ الكذبَ الموقَّرَ تحتَ جِلدى
وهو فى صمتٍ يداعب ناظِرَيّ
ويمرُ فى صبرٍ على مائي
كما يخطو على الماء الولِيْ.
* * *

هذه القصيدة من ديوان (ملامح أخرى لامرأة عنيدة)
سلسلة الشعر المصرى المعاصر
هيئة الكتاب / 2004

الجريدة الرسمية
عاجل