وجدى الحكيم يروى ذكريات يوم نصر أكتوبر في الإذاعة

في أكتوبر عام 1990 كتب الإذاعى وجدى الحكيم بعض ذكرياته عن حرب أكتوبر 1973 وقت كان مذيعا بالإذاعة فقال: «فجأة تحولت الإذاعة إلى خلية نحل، كل يؤدى دورا محددا وبسرعة تفوق كل تصور كأنما كنا جميعا على موعد مع هذا الحدث العظيم الذي تضاءلت أمامه كل الكلمات والأفكار ولأول مرة نكتشف أن كل ما يمكن تقديمه في مثل هذه الظروف لا يرقى إلى مستوى ماحققه الرجال من انتصار لم نستطع اللحاق به غناء أو برامجا».

وكلما بدأنا في الإنتاج كلما أحسسنا بعظمة مايجرى على جبهات القتال الذي حولنا من مذيعين إلى مستمعين نتلهف إلى سماع أروع ماتتعطش لسماعه آذاننا وآذان كل المستمعين العرب منذ زمن طويل.

وطالمنا تحدثنا عن هذا الذي يجرى كأنه حلم نحمد الله على أنه تحقق وشاهدناه بأعيننا على شاشة التليفزيون وفى بيانات عسكرية تتوالى بأنباء الانتصارات العظيمة للجندى المصرى والسورى.

وقد تشرفت بالعمل مع الإذاعى محمد محمود شعبان في جانب من الإنتاج الإذاعى الخاص بالأغنيات الوطنية وعشت معه لحظات البحث والتنقيب عن الكلمة الجديدة التي تترجم طلقات المدافع في سيناء واختراق قواتنا لجدار الخوف وتحطيم الأسطورة.

وليومين كاملين لم يغف لبابا شارو جفن إلا بعد أن بدأ تدفق إنتاج الشعراء والمؤلفين، ومن هذه اللحظة فتح باب جميع الاستديوهات لمدة 24ساعة لجميع الفنانين لتقديم إنتاجهم لهذه المعركة.بشكل ليس له مثيل.

فقد استطاعت معركتنا المنتصرة بإذن الله أن تذيب الكثير من الخلافات بين أهل الفن من أجل يوم طال اشتياقنا له وحدث سوف يكون له أبعد الأثر في كل ما تقدمه الإذاعات العربية في المرحلة القادمة.