رئيس التحرير
عصام كامل

انطفأ بريقه!


كان مركز معلومات مجلس الوزراء قبل ثورة 25 يناير وسيلة إيقاظ للوعي والاستنارة ينشر يوميًا أو أسبوعيًا أو شهريًا خلاصة جهود دءوبة للعامليــن فيه، ويضع أمام المجتمع وقياداته ما ينفع الجميع ويجعلهم أمام ضمائرهم ومسئولياتهم، حيث قدم مثلًا كتابًا مهمًا بعنوان "الرؤية المستقبلية لمصر" الذي حوى حلولًا واقعية لمشكلات معقدة أوقظ بها الضمائر، وسعى للتخلص من الفساد..


كل ذلك اختفى بكل أسف ليقتصر دوره على تنفيذ تعليمات تأتيه من أعلى للرد على ما يثار هنا وهناك من شائعات وشكاوى، وانطفأ بريقه فلم نعد نذكر حتى اسم رئيسه ولا إصداراته وتقاريره ورؤاه العلمية..

ولست أجد تفسيرًا لهذا الغياب فلا يزعم أحد أن البيئة السياسية الحالية في أحسن حالاتها، ذلك أنها مشحونة بصراعات مصالح تتجاذب النخبة وتحكم حركاتها وسكناتها وسلوكياتها، وثمة جماعات عنف لا تزال تعادي وتستنزف الدولة وتصر على هدمها، وهناك ملايين من البسطاء يعانون نقصًا في المعلومات وتشويشًا في الوعي وفقدانًا للبوصلة، وهو ما يعكس الضرورة القصوى التي تحتم وجود مثل هذا المركز بدرجة عالية من الاحترافية والكفاءة والموضوعية والمصداقية التي تعوض غياب الحكومة وعدم تواصلها مع الناس حتى شعر المواطن بضبابية وتوهان..

فلا الحكومة نجحت في ضبط الأسعار، ولا نجحت في إقناع الناس بجدوى ما تتخذه من قرارات صعبة ومؤلمة وتركت هذا المواطن فريسة للآلة الجهنمية للكتائب الإلكترونية تنهش في عقله ووجدانه وقناعاته التي خرج لأجلها في 30 يونيو.
الجريدة الرسمية