رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما يتراجع في حلب!


رغم تهديد واشنطن بقطع الاتصالات مع موسكو حول سوريا والبحث عن خيارات أمريكية جديدة، فقد عاد وزير الخارجية الأمريكي السيد كيري ليتواصل تليفونيا مع نظيره الروسي لا فروف لمناقشة الأوضاع في سوريا، وما يحدث في حلب الآن، وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الاتصالات والمشاورات الأمريكية الروسية لم تنقطع ومازالت مستمرة ولا تقدم في هذه المشاورات.


حدث ذلك رغم أن موسكو رفضت ومازالت ترفض وقف العمليات العسكرية والقصف الجوي الذي تقوم به الطائرات الروسية، ولم تقبل سوي ثمانية وأربعين ساعة كهدنة إنسانية وليس سبعة أيام كما طلبت واشنطن في سوريا.. بل وأعلن الكرملين أن العملية العسكرية الروسية مستمرة ولن تتوقف قريبا، وبعد أن كان الكرملين يقول إنه يحارب داعش والإرهاب في سوريا، يستنكر الآن الهجوم على نظام بشار الأسد ويعتبر ما تقوم به أمريكا ضده عدوانا مرفوضا ويحذر من أي عدوان أمريكي عليه!.

وهذا الموقف الأمريكي مفهوم في ظل الفترة التي تعيشها أمريكا الآن، حيث يشغل الرئيس الأمريكي وقته خلال ما تبقي له من أسابيع قليلة في الحكم، ولا يقدر على اتخاذ قرارات مؤثرة أو قوية، ولذلك دائما يوصف بأنه بطة عرجاء.. وهذه الفترة بالتأكيد يستثمرها الروسي لتغيير الأوضاع على الأرض خاصة في حلب لطرد كل العناصر المسلحة المعادية لنظام بشار الأسد، لفرض واقع جديد.. ولا تعبأ موسكو هنا بتهديدات أمريكية أو غربية بأن تتحول إلى دولة منبوذة لأنها تعتقد أن واشنطن عاجزة عن أن تتخذ أية قرارات دراماتيكية الآن، وبالتالي لن تتخذ الدول العربية أيضا مثل هذه القرارات.

وهكذا.. مستقبل المنطقة يتحدد الآن في حلب.. مثلما سوف تسهم معركة الموصل المنتظرة هي الأخري في تحديده.. ونحن العرب نكتفي بالمتابعة!.
الجريدة الرسمية