كيري: دعوتي لاستخدام القوة ضد الأسد لم تلق آذانًا صاغية
عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن إحباطه لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، وذلك وفقًا لمحتوى تسجيل نشرته الجمعة صحيفة "نيويورك تايمز".
وفي هذا التسجيل الذي يعود تاريخه إلى الأسبوع الماضي، قال كيري أمام منظمة مؤلفة من مدنيين سوريين خلال اجتماع استمر 40 دقيقة في مقر البعثة الهولندية بالأمم المتحدة، إن دعوته إلى التحرك عسكريًا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم تلق آذانًا صاغية.
وأوضح كيري "دافعت عن استخدام القوة، لكن الأمور تطورت بشكل مختلف"، مضيفًا أنه فقد الحجة داخل إدارة الرئيس باراك أوباما لدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا، بسبب التهديد باستخدام القوة العسكرية.
وقالت الصحيفة إن كيري شكا مرارًا خلال اللقاء من أن جهوده الدبلوماسية لا تحظى بدعم، بسبب تهديد خطير باستخدام القوة العسكرية.
وقال كيري "أعتقد أنكم تنظرون إلى 3 أو 4 أشخاص في الإدارة يدافعون كلهم عن استخدام القوة، وأنا فقدت الحجة، إننا نحاول انتهاج الدبلوماسية".
وقالت الصحيفة إن شخصًا غير سوري حضر الاجتماع هو الذي قدم التسجيل، وأضافت أن عدة مشاركين آخرين في الاجتماع أكدوا صحته.
وأضافت أن عدة أشخاص في الاجتماع ضغطوا على كيري بشأن ما وصفوه بتناقضات في السياسة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن مارسيل شحوارو قالت متسائلة "كم سوري يجب أن يُقتل حتى يتم القيام بعمل جاد"، وأجاب كيري أن "عدم اكتراث الأسد بأي شيء قد يدفع إدارة أوباما إلى التفكير في خيارات جديدة"، ولكنه أضاف أن "أي جهود أمريكية أخرى لتسليح المعارضة أو الانضمام للقتال قد تؤدي لنتائج عكسية".
من جهته، لم ينف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي صحة التسجيل الذي حصل في نيويورك خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال كيربي "لا يريد كيري التعليق على هذه المحادثة الخاصة، وقال إن الفرصة كانت سانحة له للقاء هذه المنظمة التابعة لسوريين والاستماع إلى ما يقلقهم، والتعبير لهم عن هدفنا المستمر المتمثل بوضع حد لهذه الحرب الأهلية".
وحاول كيري دفع أوباما لاتخاذ إجراءات أقوى في سوريا، دعمًا للجهود الدبلوماسية الدولية، وبهدف دفع الأسد إلى إنهاء الحرب الأهلية الدامية.
لكن وزير الخارجية الأمريكي كان على الدوام متنبهًا إلى ضرورة إظهار موقف موحد مع البيت الأبيض، خصوصًا في إطار جهوده مع موسكو لإيجاد مساحة للحوار السياسي.
في أغسطس 2013، وبعد توجيه اتهامات إلى الأسد باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، استخدم كيري خطابًا هجوميًا أوحى أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى رد عسكري، لكن أوباما عدل عن ذلك بعد ساعات.
ويشير كيري في التسجيل الذي نشرت محتواه الصحيفة إلى اعتماده ذلك الخطاب الهجومي، لكنه يحمل الكونغرس مسئولية رفض استخدام القوة ضد الأسد.
من جهتهم، عبر المدنيون السوريون المؤيدون للثورة ضد الأسد خلال اجتماعهم مع كيري عن خيبة أملهم لرؤية أن الجهود الأمريكية في سوريا تستهدف مكافحة تنظيم داعش وليس الأسد وحلفائه.
وواجهت روسيا اتهامات في مجلس الأمن بأنها شاركت في قصف حلب، وتدهورت بشكل ملحوظ العلاقات بين الأمريكيين والروس الذين يتبادلون الاتهامات بفشل الهدنة في حلب.
وشددت الولايات المتحدة الجمعة على أن المحادثات مع روسيا في شأن سوريا لا تزال في "العناية المركزة"، ولا يمكن نعيها بعد، وذلك بعدما كانت هددت طوال الأسبوع بتجميد المحادثات الثنائية معها.
وقال كيري للمدنيين السوريين "نحن نحاول مواصلة الخطوات الدبلوماسية، وأتفهم أن يكون ذلك محبطًا، ليس هناك أحد محبط أكثر منا".