روشتة السيسي لمواجهة الغلاء ! (4)

إذا كان ارتفاع السيولة المالية كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي أحد الأسباب الرئيسية في التضخم وارتفاع الأسعار فإن أحد الحلول لمحاصرة هذا التضخم ومواجهة الغلاء تكون بامتصاص هذه السيولة.. وبتبسيط إذا كانت الفلوس في أيدي المستهلكين أكثر من السلع المطروحة للبيع وبالتالي ترتفع أسعارها فلا بد أن يتم إعادة التوازن بينها من خلال زيادة المعروض من السلع كما قال الرئيس، وأيضا من خلال تقليل كميات الفلوس في أيدي المستهلكين.

وهنا ليس المقصود هو فرض مزيد من الضرائب مثل ضريبة القيمة المضافة التي غذت قدرا من السيولة المالية بالقطع، ولكن المقصود أولا تشجيع المواطنين على زيادة مدخراتهم، أي تخصيص قدر أكبر من أموالهم للادخار من خلال أوعية بنكية جاذبة لذلك، خاصة أن نسبة المدخرات لدينا منخفضة، وهو ما يجعلنا نحتاج لمدخرات أجنبية نستثمرها داخل بلادنا.

والمقصود ثانيا امتصاص هذه السيولة المالية من خلال طرح سلع وخدمات جاذبة للمواطنين، غير تلك السلع الغذائية والاستهلاكية لتنقص الضغط عليها أو المطلوب منها.. وهنا يطرح البعض التوسع في طرح الأراضي المملوكة للدولة للمواطنين خاصة الأراضي التي تقام عليها مبانٍ أو تقام عليها مشروعات استثمارية، فإن طرح أراضي الدولة للبيع بمساحات أكبر مما يحدث الآن كفيل بامتصاص قدر كبير من السيولة المالية في المجتمع، وسيضمن للحكومة حصيلة مالية كبيرة تعيشها في سد قدر ليس بالقليل من عجز موازنتها، وبالتالي تكبح زيادة الديون المحلية لها.

بل إن هناك من يطرحون فكرة بيع هذه الأراضي بالدولار الأمريكي، وذلك للمساعدة أيضا في شح وندرة النقد الأجنبي ولتوفير موارد دولارية تساعد في نهاية المطاف على حماية الجنيه من الانخفاض.