رئيس التحرير
عصام كامل

مسلسل السطو المسلح على البنوك «عرض مستمر».. تحول إلى ظاهرة عقب ثورة يناير.. النقاب والزي البدوي وسيلة المجرمين في التنكر.. أفراد الشرطة يدفعون فاتورة التأمين.. والظروف الاقتصادية وراء تكرار

فيتو

مع حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد أثناء أحداث ثورة 25 يناير 2011، وما تلاها من تطورات في ظل انسحاب كامل للشرطة المصرية، طرأ على الشارع المصري نوع جديد من الحوادث والجرائم لم تكن ضم قائمة جرائم السرقة المتعارف عليها، فمع مساء يوم 28 يناير 2011 سطت مجموعات عصابية عشوائية على عدد من البنوك المصرية في أماكن متفرقة.


HSBC التجمع الخامس
كانت بداية هذه الحوادث في شرم الشيخ مساء 28 يناير 2011 حينما تم السطو على إحدى شركات الصرافة، وتم ضبط المتهمين الذين طاردتهم قوات الأمن وضبطت بحوزتهم المبالغ المسروقة، وفى اليوم التالي وقعت حادثتان متشابهتان حينما سطا 6 أشخاص على فرع بنك HSBC بالتجمع الخامس، وتم سرقة مليون و400 ألف جنيه وهرب الجناة بعد أن أطلقوا الرصاص العشوائى في الشوارع المحيطة بالبنك، لتغطية هروبهم واستغلوا سيارة جيب شيروكى تبين أنها مسروقة قبل ذلك بيوم واحد، وتتبع الهيئة العامة للتنمية الصناعية.
وأكدت التحريات الأولية والمعلومات أن المتهمين كانوا يرتدون زيًا بدويًا، والتقطت كاميرات المراقبة لإحدى الشركات المجاورة للبنك صورًا لهم أثناء عملية السطو المسلح التي استغرقت 10 دقائق فقط.

تخريب بنوك إسكندرية
حالة الفوضى التي شهدتها  البلاد أثناء أحداث الثورة في عدد من المحافظات، أسفرت عن تعرض بعض بنوك الإسكندرية للسطو المسلح، إذ تعرص فرع سموحة للتخريب، وكذلك البنك الأهلي وHSBC سموحة أيضا، حيث كسر المسلحون واجهة ماكينة "ATM" بالكامل، معتقدين أن الشاشة عقب كسرها يستطيعون وضع أياديهم داخل الماكينة والحصول على الأموال، بالإضافة إلى أن بنك المصرف المتحد بأحد فروع القاهرة شهد سرقة جميع أجهزة الحاسب الآلي والمكاتب والكراسي، وتركوه غرفا فارغة تمامًا.

التعدي على أمين شرطة

في أواخر عام 2015، فوجئ أمين شرطة الحراسة على بنك HSBC بشارع البطل أحمد عبد العزيز في منطقة المهندسين، بهجوم مجهولين، تعدوا عليه بالضرب وبأسلحة بيضاء، وسرقوا سلاحه الميري، وفروا هاربين.

شبهة جنائية وراء السطو

وكالعادة أعلنت الأجهزة الأمنية تكثيف جهودها لتحديد هوية الجناة ومحاولة القبض عليهم، لكن اللافت في الأمر هو اتجاه القيادات الأمنية إلى الاحتمالات الجنائية التي تصور الواقعة على أنها حادث شخصي، فقال اللواء أحمد حجازي، مدير أمن الجيزة: إنه كلف بتشكيل فريق بحث لكشف هوية مرتكبي الحادث، وجمع كافة المعلومات الممكنة عن فرد الشرطة، وعما إذا كان لديه خصومة ثأرية مع أحد أو توجد شبهة جنائية وراء الحادث.

بنك قطر الوطني
كشفت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية برئاسة اللواء مجدي القمري في يونيو الماضي، عن هوية انتحاري بنك قطر الوطني بشارع بورسعيد بمدينة ميت غمر، الذي لقي مصرعه على يد حارس أمن البنك أثناء محاولته السطو على البنك في وضح النهار، مرتديًا النقاب وبحوزته حقيبتان، ومهددًا بتفجير الحزام الناسف الذي كان يلفه حول خصره إذا لم يتم تعبئة الحقيبتين بالنقود.

مقتل انتحاري
أكدت المعلومات أن الانتحاري هو جمال عوض عبد القادر داود «رقيب»، مقيم بقرية كفر حانوت مركز زفتي بمحافظة الغربية، وأن التحريات المبدئية تؤكد أن الحادث بغرض السرقة لمروره بضائقة مالية.

بنك CIB
وتعد آخر هذه الحوادث محاولة السطو المسلح التي تعرض لها البنك التجاري الدولي (CIB) فرع بولاق أبو العلا التابع لمحافظة القاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد قوة تأمين البنك.
كشف المصدر أمني أن مسلحًا حاول اقتحام البنك من بابه الزجاجي خلال تواجد عريف شرطة رمضان رجب جمعة من قوة حرس المنشآت بمديرية أمن القاهرة، وفرد أمن إداري أحمد إبراهيم من خدمة بنك (CIB) في نطاق دائرة بولاق أبو العلا.

إصابة عريف شرطة

وأضاف المصدر أنه مع محاولة التصدى للمتهم من قبل فردي التأمين، حدث تبادلً لإطلاق الرصاص أسفر عن إصابة عريف الشرطة بطلق ناري من «طبنجة» كانت بحوزة المتهم.

أشار المصدر ذاته إلى أن الأجهزة الأمنية تفحص حاليًا كاميرات المراقبة لتحديد هوية الجاني، لافتًا إلى نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
الجريدة الرسمية