على عبدالعال يغتال النجوم تحت قبة البرلمان.. سياسة التضييق حرمت النواب من التألق.. أحمد طنطاوي أول الضحايا.. تحجيم دور سمير غطاس بعد إحالته للتحقيق.. وهيثم الحريري ما زال في صدارة المشهد النيابي
قارب دور الانعقاد الثاني للبرلمان على بدء أعماله، دون أن يظهر في دور الانعقاد الأول نائب أو أكثر من الممكن أن يطلق عليه "نجم"، وإن جاز التعبير "نائب فلتة" له مواقفه الواضحة ورأيه السديد.
لم تكن الأزمة في النواب، ولكن الأزمة في إدارة الجلسات التي لم تسمح بظهور أي نائب يشار إليه بالبنان، كما كان مشهودا في البرلمانات السابقة في تاريخ مصر.
واستطاع الدكتور على عبد العال، كبح جماح عدد من النواب الشباب، ممن كانت لديهم "طاقة جبارة" للعمل البرلماني بالمعني الحقيقي في الرقابة والتشريع.
أحمد طنطاوي
وكان النائب الشاب أحمد طنطاوي، أحد أهم ضحايا الدكتور على عبد العال، الذي تعرض للطرد أكثر من مرة، بسبب آرائه المخالفة لرأي رئيس المجلس، الذي يتبني على طول الخط وجهة نظر الحكومة.
محاولات النائب للتعبير عن رأيه في دور الانعقاد الأول باءت بالفشل، ولم يستطع هو وأقرانه في تكتل 25 - 30 تحقيق أهدافهم باستثناء رفض قانون الخدمة المدنية، الذي جاء بين القرارات بقوانين التي صدرت في غيبة البرلمان.
ولم يستطع النائب الذي قاتل لرفض قانون الثروة المعدنية، في الحصول على مؤيدين لرأيه في رفض القانون، وبالرغم من نجاحه في تأجيل مناقشة القانون لوقت غير المخصص لمناقشته، إلا أنه في تلك الفترة نجحت الحكومة في إقناع عدد من النواب المحسوبين على ائتلاف دعم مصر في الموافقة على تمرير القانون، مع وعد زائف بإمكانية التعديل أثناء دور الانعقاد وهو ما لم يحدث.
التضييق على النائب لم يتوقف عند مهامه المطلوبة منه سواء في الرقابة على الحكومة أو التشريع، بل وصل الأمر إلى تعليق الدكتور على عبد العال، على ملابس النائبة التي لا تليق بعضو مجلس نواب، على حد تعبير رئيس المجلس، حتى أطلق عليه "نائب التي شيرت".
وبعد هذه الوقائع لم يسمع أحد صوتا للنائب أحمد طنطاوي، إلا في مشادة وقعت بينه وبين النائب مرتضى منصور، بعدما هاجمه الأخير، فما كان من النائب الشاب إلا أن قال: "أنا أكبر من إني أرد عليك".
سمير غطاس
وفي بداية دور الانعقاد حاول النائب سمير غطاس، عضو لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، أن يكون له دور من خلال عرض وجهات نظر معارضة للحكومة، إلا أن هذا الكلام لم يلق قبولا عند رئيس المجلس، وتم طرده وإحالته للتحقيق، بسبب اعتراض النائب على رفض الدكتور على عبد العال، ظهور النواب على الفضائيات والحديث للصحافة حول سلبيات المجلس، وهو ما وصفه سمير غطاس بـ"محاولة إرهاب النواب".
وكانت المشكلة الكبيرة التي هيجت على عبد العال، ضد النائب سمير حديث الأخير وانتقاده للسياسات النقدية للدولة، وهو ما دفع رئيس المجلس بحرمان النواب من الحديث في هذا الأمر نهائيا، ومن لم يلتزم بالتعليمات فسيحال إلى تحقيق مثلما حدث مع سمير غطاس.
هيثم الحريري
نجل البرلماني اليساري أبو العز الحريري، النائب هيثم الحريري، استطاع أن يظل في صدارة المشهد البرلماني حتى الوقت الراهن، على الرغم من المضايقات التي يتعرض لها تحت قبة البرلمان.
هيثم الحريري، لاقي هجوما لاذعا من عدد من النواب، الذين يباركون كل ما يقوله الدكتور على عبد العال، أو كل ما يصدر عن الحكومة في الأساس، إلا أنه لم يتوقف عن التعبير عن رأيه سواء تحت قبة البرلمان أو في وسائل الإعلام.
إلمام "الحريري" باللوائح المنظمة للعمل البرلماني، جعلته يستعد جيدا لأي معركة يخوضها تحت قبة البرلمان، وأبرز هذه المعارك المتعلقة بالحصول على الكلمة، فلم يطلب الكلمة في نفس الجلسة، وإنما يؤمن نفسه بتقديم الطلب وفقا لما أقرته اللائحة، ومن خلال الحصول على الكلمة يستطيع التعبير عن رأيه، ويقول ما يشاء.
معركة النائب بشأن مصرية جزيرتي تيران وصنافير، تصدرت المشهد البرلماني، على الرغم من عدم عرض الاتفاقية على المجلس من الأساس، ولكنه استغل في إحدى جلسات مناقشة اتفاقية بين مصر والسعودية، وتوجه بالشكر للمملكة على هذه الاتفاقية، ومطالب بأوجه الاتفاقية، ليفاجأ الجميع بقوله: "نقدر دور السعودية، ولكن هذا لا يمنع أن تيران وصنافير مصريتان".
ولم يقبل الدكتور على عبد العال، هذا الموقف من هيثم الحريري، بل وافق لأحد النواب بحذف الكلمة من المضبطة.
وسبق أن شهدت الجلسة خلافا بين الدكتور على عبد العال، وتكتل 25 - 30 الذي يعد هيثم الحريري من أبرز مؤسسيه، ووصل الأمر برئيس المجلس، بتهديد التكتل بأنه ليس له صفة شرعية وفقا للائحة لأنه لم يصل للحد القانوني لإنشاء تكتل أو ائتلاف تحت قبة البرلمان.