رئيس التحرير
عصام كامل

من المسئول عن تدهور أخلاقنا؟!


ما يحدث للأسف في مجتمعنا من فقدان الثقة في بعضنا البعض، واتساع الفجوة بين الشعب وحكومته، سببه تدهور الحالة الأخلاقية؛ ذلك أن زرع الثقة يتطلب شفافية وتواصلًا وتفاعلًا إيجابيًا، وإعلامًا موضوعيًا لا تحكمه المصالح والأهواء.. وهو ما نفتقده للأسف في واقعنا، حيث تخلت كل مؤسسة عن واجبها الأصيل، واستمسكت بالشكليات وغرقت في سفاسف الأمور وتوافهها؛ ومن ثم فلا غرابة أن تجد الفن مثلًا وهو الأكثر تأثيرًا في الناس مجرد ناقل أو مضخم لما يحدث من سلبيات اجتماعية وسياسية، وهو ما أنتج للأسف حالة من الضبابية والسوداوية والتشاؤم والمزاج العكر لأغلب المصريين.. زد على ذلك حالة الغلاء، وتراجع القيمة الشرائية للدخول، وانفلات الأسعار التي ضاعفت السلبيات، وجعلتنا في حالة سيولة شديدة وهشاشة قابلة لتداول الشائعات، وترويجها بصورة أضرت بالجميع.


ورغم أنني لست ضد النقد الهادف أو التنبيه الموضوعي إلى العيوب ومواطن الخلل لاسيما فيما يخص أداء أجهزة الحكومة ومؤسسات الدولة، لكني ضد التهويل وطمس الإيجابيات، ونسف كل بارقة أمل تلوح مع كل إنجاز أو نجاح يتحقق في مصرنا الغالية.. فهل من مصلحة مصر نشر الإحباط واليأس في قلوب المواطنين..؟!

لا يخلو أي مجتمع بشري من أخطاء يصر صناع الدراما ومقدمو البرامج عندنا على إبرازها؛ بدعوى أن ناقل الكفر ليس بكافر، ورغبة في زيادة نسب المشاهدة والإعلانات بصرف النظر عن الصالح العام.. هؤلاء يصرون على نفاق المتلقي وإشباع غرائزه ليس بما يفيده وينفع البلد ولكن بما يحبه ويهواه حتى ولو كان ضد مصلحته وفي غير الصالح العام.. وينسي هؤلاء أن الممنوع مرغوب، وأن النفس بطبيعتها أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.. وآهٍ لو يعلم المنافقون والكاذبون ومروجو الشائعات جزاء أفعالهم عند ربهم.. وكيف أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وكيف أن الكذب وإخلاف الوعد والعهد وخيانة الأمانة ـ أي أمانة ـ والفُجر في الخصومة علامات خالصة على النفاق لقول النبي المصطفى "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر.."..
الجريدة الرسمية