رئيس التحرير
عصام كامل

نور عيني.. قصة قصيرة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وقفت أمام المرأة تتأمل وجهها، الذي بدت عليه علامات الحيوية والنشاط، كعادتها كل يوم، أخذت تتأمل جسدها وهو ينمو كل يوم، وعلامات الأنوثة تغمرها، بدت منتشية سعيدة بما يحدث لها وصديقاتها يحدثنها كل يوم عن جمالها، وأناقتها، وجاذبيتها، وسحرها، لم تنتبه إلى أن هناك أشياء أخرى تحتاج إليها إلى جانب كل ذلك، نست أو تناست أن والدتها تقف في المطبخ لتجهيز العشاء لزوجها وبقية أفراد أسرتها.


نادت الأم كثيرا على ابنتها لتساعدها إلا أنها لم تنتبه لذلك، بل إنها ولشدة ولعها بنفسها تغاضت عن تلبية ندائها، وما هي إلا لحظات حتى خرجت أمها منتفخة الأوداج، وبدون أن تشعر رفعت يدها ونزلت بها على وجه ابنتها، وما هي إلا لحظات حتى وقعت على الأرض من شدة الألم، ولسوء حظهما جاءءت الضربة على العين اليسري للفتاة وماهي إلا لحظات وشعرت بأنها لاتري بعينها.

أخبرت والدتها بذلك فأسرعت بها على الفور إلى أقرب مستشفى للعيون، وما هي إلا لحظات مرت على الأم كليل طويل تمنت زواله، خرج الدكتور ليسأل عما حدث للفتاة، شعرت الأم أن شيئا حدث لها، بدت مترددة خائفة لا تدري ماذا تقول هل تخبره أنها صفعت ابنتها، لأنها لم تلب نداءها، أم تقول أن حادثا ألم بها، عقدت الصدمة لسان الأم ولم تستطع البوح، بما كان، فما كان منه إلا أن أخبرها أن ابنتها بحاجة إلى تدخل جراحي حتى لاتفقد عينها، جثت الأم على ركبتيها تتوسل له أن يفعل أي شيء لإنقاذها وإنقاذ ابنتها، طلب الدكتور مبلغا يفوق قدرتهما المالية ولا يستطيعان تدبيره لإجراء العملية وأمهلهما يومين للسداد.

جلست الأم تندب حظها العثر وتحاول تدبير المبلغ من خلال معارفها وأصدقائها إلا أنها لم تستطع، توسلت لكل من تعرفه لمساعدتها، وبعد أن قامت بجمع المبلغ ذهبت إلى المستشفي إلا أن الدكتور المعالج كان في إجازة والعملية لا تحتاج الانتظار فما كان منها إلا أن ذهبت إلى مستشفى آخر، وبعد إجراء الفحوصات والأشعة أكد لها الأطباء أنهم لا يستطيعون القيام بهذه العملية وأن ابنتها ستظل بقية حياتها على تلك الحالة.

جلست الأم تبكي لحالها ولحال ابنتها تري ماذا سيكون مصيرها؟ ومن سيقبل عروسا بعين واحدة؟ وكيف ستقف أمام ابنتها وكيف ستقوى على ذلك ؟ وهل ستسامحها أم ستسيطر عليها رغبة الانتقام؟
الجريدة الرسمية