تفاصيل 24 ساعة رئاسية في نيويورك.. السيسي يشارك في قمة اللاجئين.. يترأس مجلس الأمن والسلم الأفريقي.. يجري حوارا تليفزيونيا.. يعقد قمتين مع قبرص واليمن.. يبحث أزمات الشرق الأوسط مع كي مون
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الأحد إلى نيويورك في زيارة تستغرق 4 أيام يشارك خلالها في اجتماعات الدورة الـ٧١ للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويرأس اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقى واجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ.
وتأتي مشاركة الرئيس في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة إيمانًا من مصر بأهمية تفعيل العمل الدولي متعدد الأطراف، بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية للتوصل لحلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية القائمة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ذات الاهتمام الدولي.
وتحرص مصر على المشاركة بفاعلية في مختلف الأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ضوء الدور البناء الذي تقوم به في إطار حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي، أخذًا في الاعتبار عضوية مصر الحالية في كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
الرئيس اليمني
استهل الرئيس السيسي نشاطه بمقر إقامته في مدينة نيويورك حيث استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأكد الرئيس خلال اللقاء على ما يجمع مصر باليمن من علاقات وثيقة وروابط تاريخية على المستويين الرسمي والشعبي، متمنيًا للشعب اليمني الشقيق كل السلام والاستقرار والتقدم.
دعم اليمن
كما أكد الرئيس على وقوف مصر إلى جانب اليمن الشقيق ومواصلة دعمها للحكومة الشرعية وللرئيس هادي، مشيرًا إلى حرص مصر على دعم جهود استقرار الدولة اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها.
كما أشار الرئيس إلى أهمية متابعة نتائج اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت بالقاهرة خلال شهر أغسطس الماضي بما يساهم في الدفع قدمًا بالتعاون الثنائي في مختلف القطاعات.
التشاور
وأكد الرئيس على أهمية الاستمرار في التشاور الوثيق بين الجانبين في إطار مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى، مؤكدًا على ضرورة مواصلة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة سعيًا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.
ومن جانبه عبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تقدير بلاده لمواقف مصر الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن سواء في إطار التحالف العربي أو من خلال الدفاع عن مصالح اليمن في مجلس الأمن والمحافل الدول، كما أكد رئيس اليمن على محورية دور مصر باعتبارها الدعامة الرئيسية لأمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى تطلع بلاده لمواصلة مصر دعمها لليمن وتكثيف التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة خلال الفترة المقبلة، كما استعرض رئيس اليمن تطورات الأوضاع في بلاده، مشيرًا إلى حرص الحكومة اليمنية على استعادة السلام والاستقرار في اليمن والتمسك بوحدته وسلامة أراضيه.
وتناول اللقاء عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعم الجانب اليمني بما يمكنه من تجاوز أزمته الراهنة، فضلًا عن سُبل تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين في المنظمات والمحافل الدولية، ولا سيما في مجلس الأمن.
حوار تليفزيوني
وأجرى الرئيس السيسي، فجر اليوم الإثنين بتوقيت القاهرة، لقاءً تليفزيونيًا مع المذيع الأمريكي «تشارلي روز» بقناة «بي بي إس» "PBS" الأمريكية بمقر إقامته في مدينة نيوريوك على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ٧١.
وتناول السيسي في حواره التليفزيوني الجهود التي بذلتها مصر لوقف سقوط دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى في براثن الفوضى والتقسيم، بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها الدولة المصرية لجذب الاستثمارات في مختلف المشروعات التي تجرى على أرض مصر وما تم تحقيقه حتى الآن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واستعرض الرئيس كل القضايا الإقليمية والدولية، كما عرض الرؤية المصرية والحلول السياسية للأزمات التي تعج بها منطقة الشرق الأوسط وسبل مكافحة الإرهاب.
قمة مصرية - قبرصية
وعقد الرئيس السيسي،جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بحثت تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يتناسب مع التنسيق السياسي بينهما في المحافل الإقليمية والدولية وذلك ليس فقط للارتقاء بمجالات التعاون الثنائي ولكن أيضا للتوصل إلى حلول دائمة وعادلة للتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط لاسيما حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المســتقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فضلا عن عودة الاستقرار إلى ليبيا والمساهمة في تسوية الأزمة في كل من سوريا والعراق.
رئيس المجلس الأوروبي
وعقد الرئيس السيسي، اليوم الإثنين، بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، جلسة مباحثات مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك.
وبحث الجانبان تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بجانب بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والملفات المطروحة على جدول أعمال الجمعية.
كي مون
وأجرى الرئيس السيسي بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك جلسة مباحاثات مع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون، وذلك على هامش فعاليات مشاركة السيسي في فعاليات اجتماعات اليوم الإثنين.
تناول اللقاء العديد من القضايا المتعلقة بالتعاون بين مصر والمنظمة الدولية في عدة مجالات تنموية بجانب مشاركة مصر في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية، وبما يتناسب مع التنسيق السياسي بينهم في المحافل الإقليمية والدولية، وذلك ليس فقط للارتقاء بمجالات التعاون الثنائي ولكن أيضا للتوصل إلى حلول دائمة وعادلة للتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
قمة اللاجئين
وشارك الرئيس السيسي في اجتماع رفيع المستوى حول المهاجرين، حيث تستضيف الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماع قمة لتناول التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين، بهدف جمع البلدان حول نهج أكثر إنسانية وتنسيقا.
كلمة السيسي
وألقى الرئيس السيسي كلمة تناولت سبل التوصل لحلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة بجانب الجهود المصرية، وما قدمت رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة كل ما تستطيع لاستضافة أشقائنا من سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، حيث تستضيف مصر 5 ملايين لاجئ يعيشون في مصر بكل الحب ونقتسم معهم ما لدينا ونتعامل معهم على أنهم جزء منا.
معسكرات لجوء
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تعمل على مساعدة اللاجئين وتوفير عمل لهم وعدم عزلهم في معسكرات لجوء، خلال كلمته أمام الجلسة رفيعة المستوى حول التدفقات الكبيرة للهجرة واللجوء في نيويورك.
التحية
وقدم السيسي التحية للسكرتير العام على عقد هذه الجلسة، وأثنى على الجهد المتميز الذي بُذل خلال الفترة الماضية للإعداد لما سيخرج عنها من نتائج هامة لمعالجة قضية التدفقات الكبيرة وغير المسبوقة للهجرة واللجوء وما تفرضه من تحديات تجاه مجتمعاتنا.
الجهود الوطنية
وعرض الرئيس خلال كلمته الجهود الوطنية لتعظيم الفوائد الإيجابية للهجرة ومكافحة تهريب المهاجرين، حيث وضعت الحكومة المصرية مسألة تطوير التشريعات ذات الصلة على رأس أولويات إستراتيجيتها الوطنية لمعاقبة مرتكبي تلك الجرائم وتعويض الضحايا، وصدر قانون مكافحة الإتجار في البشر في عام 2010، وجار الانتهاء من قانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
التوعية
وقال السيسي: "كما عززت مصر من جهود التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية للشباب وإعادة تأهيل راغبي الهجرة والتعامل مع التحديات التي يواجهونها، كل ذلك بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها قوات الأمن والقوات المسلحة لتأمين الحدود البرية والبحرية وإحباط محاولات تهريب المهاجرين والقبض على العصابات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم".
وأضاف: وانطلاقا من إيماننا القوى بأهمية العمل المشترك والتعاون لمعالجة جذور الأزمة، نحرص على المشاركة بفاعلية في المحافل الإقليمية والدولية ذات الصلة على المستويات العربية والأفريقية والأوروبية، وفى إطار المنظمات الدولية وعلى رأسها المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، ونؤكد دائما في إطارها على محورية البُعد التنموي والبعد عن سياسة غلق الحدود واحترام حقوق الإنسان للمهاجرين وتوفير الحماية لهم بما يتفق والالتزامات الدولية".
قضية اللجوء
وقال: "تتحمل مصر انطلاقًا من التزامها الدائم بمسئولياتها منذ تفجر قضية اللجوء أعباء استضافة أعداد ضخمة من اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات بلغ عددهم ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ ما بين مسجلين وغير مسجلين، ونعمل على توفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم في معسكرات أو ملاجئ إيواء، ويتمتع العديد منهم بمعاملة متساوية للمواطنين المصريين في خدمات التعليم والصحة والسكن والاستفادة من منظومة الدعم السلعي أسوة بالمواطنين رغم العبء الكبير على الموازنة العامة للدولة".
العلاج
وتابع: "ولعلنا نتفق جميعًا أن مكافحة الهجرة غير الشرعية ينبغي أن تكون على رأس أولوياتنا الدولية، ولنتفق أيضا أنه لا سبيل لوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلا بمعالجة جذورها الرئيسية وفتح مزيد من قنوات الهجرة الشرعية وتطوير أنماط جديدة لها، والتوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة، وليس من خلال الحلول الأمنية وغلق الحدود بالمخالفة لاتفاقية 1951 الخاصة بوضعية اللاجئين والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
أسواق العمل
وأوضح أن الإدارة الجيدة للهجرة تعود بالنفع على دول المصدر والمعبر والمقصد، فهي تسهم في تلبية احتياجات أسواق العمل ودعم جهود التنمية وخلق فرص استثمارية وفتح أسواق جديدة، غير أننا نرصد بمزيد من القلق ظاهرة كراهية الأجانب والتمييز العنصري ضد اللاجئين والمهاجرين التي تتصاعد وتيرتها في العديد من مناطق العالم، وبدأت تظهر في شكل ممارسات سلبية وعنيفة، تتخذها بعض الحكومات مثل مصادرة الأملاك، أو على المستويات الشعبية مثل استهداف الجماعات المتطرفة للأطفال والقصر من اللاجئين، وكذا تزايد الرفض المجتمعي لاستقبال اللاجئين وإدماجهم في المجتمعات المستقبلة والتقاعس عن تقديم سبل الرعاية والخدمات الأساسية.
الجهود الجارية
واستطرد: "نُثمن غاليًا جهودكم لدفع الزخم الدولي لتناول قضايا الهجرة واللجوء، ونرحب بالجهود الجارية من أجل صياغة وإصدار العهدين الدوليين حول اللاجئين والهجرة، وندعوكم إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز العمل المشترك وتشجيع الحوار بين الدول حول الهجرة والتنمية وتقاسم الأعباء والمسئوليات وتطوير رؤية موحدة وموقف قوي لتوفير حياة كريمة لهؤلاء اللاجئين والمهاجرين واحترام حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، ومعالجة الأسباب الرئيسية التي تؤدى بالبشر إلى الهجرة والنزوح واللجوء مما يجعلهم فريسة في أيدي عصابات الجريمة المنظمة، فقد آن الأوان لتنسيق العمل الدولي لاسيما أنني ألمس رغبة حقيقية للاستفادة من هذا الزخم والبناء عليه".
كما أكد السيسي التزام مصر بدعم جهود التعامل مع قضايا اللجوء والهجرة، وأدعوكم جميعا لتعزيز التعاون لدعم جهود التنمية والتوصل إلى حل للصراعات السياسية في المنطقة، حتى لا يضطر البشر إلى النزوح من أوطانهم بحثا عن الأمان أو لنيل حقهم في الحياة.
اجتماع مجلس الأمن والسلم
وترأس الرئيس السيسي اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تسعى مصر لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى توافق بين الدول الـ15 الأعضاء في المجلس بشأن تشكيل قوة حماية إقليمية في دولة جنوب السودان، واستصدار قرار توافقي لكي ترى قوة الحماية الإقليمية في جنوب السودان النور بوصفها أحد العوامل الرئيسية لتحقيق عودة الاستقرار في جنوب السودان.
ويضم مجلس الأمن والسلم الأفريقي 15 دولة هي "مصر، وكينيا، والجزائر، وتوجو، وبوتسوانا، والكونغو برازافيل، والنيجر، وتشاد، وبوروندي، ورواندا، وسيراليون، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا"، وتشارك في الاجتماع أيضا أنجولا والسنغال بصفتهما عضوي مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى إثيوبيا بصفتها رئيسة منظمة إيجاد.
كما يعقد الرئيس السيسي في وقت لاحق اليوم الإثنين جلستي مباحاثات مع مرشحى الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون ودونالد ترامب على هامش مشاركة الرئيس في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71 التي بدأت اجتماعاتها اليوم في مدينة نيويورك.
من المقرر أن يكون ملف مكافحة الإرهاب تمثل أحد أهم الملفات المطروحة خلال المباحثات حيث إن مصر تتبنى حاليا رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب من ضمن عناصرها تجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف حيث ستجدد مصر طرح رؤيتها فيما يخص الملف السوري وهو إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية في سوريا بما لا يسمح بوجود فراغ يمكن الجماعات الإرهابية من السلطة واحترام إرادة الشعب السوري وإيجاد حل سلمي للأزمة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.
كما تعطي مصر أولوية كبيرة للأزمة الليبية حيث يمثل الملف الليبي أمن قومي لمصر ولن نقبل أن تترك ليبيا لأهواء وأفكار أجندات خارجية بجانب بحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.