رئيس التحرير
عصام كامل

في رقابنا جميعًا.. البديل لا يتحمله أحد!!


تقدم مصر معلق في رقابنا جميعًا، لا يمكن لطرف واحد أن ينهض بها، سواء كان هذا الطرف حكومة أو معارضة، برلمانًا أو مجتمعًا مدنيًا، نقابات أو أفرادًا أو قضاءً.. فاليد الواحدة لا تصفق، ونظرة فاحصة لأحوالنا ندرك كم قصر الجميع في حمل الأمانة؛ فلم نتعلم درسًا مهمًا علمنا إياه نبي الرحمة حين أطلق أسرى بدر مقابل تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، أي محو أميتهم التي يرى المفتي الأسبق الدكتور على جمعة أنها عار علينا حيث قال فضيلته "وصمة عار علينا جميعًا أن يكون بيننا ملايين الأميين رغم وجود هيئة لمحو الأمية منذ أكثر من 60 عامًا".. مطالبًا القوات المسلحة والداخلية بمحو أمية مجنديها حتى لو اضطرت لأن تخصص نصف فترة تجنيدهم لتعليمهم، كي يمكننا التفاهم معهم فيفهموننا.. فما دخل المسلمون بلدًا، بحسب فضيلته إلا وبدءوا بالتعليم حتى انتشر العلم من الأندلس إلى الهند، ولم يكرهوا الناس ليتركوا دينهم أو ليدخلوا في دين الإسلام الذي أقر قاعدة "لا إكراه في الدين".


الشعب ينتظر من حكومته ونوابه أن يرتفعوا لمستوى الأحداث والظروف والمسئوليات، فالمهمة ثقيلة لا مجال معها لأي تهاون أو تقاعس، فشهادة الدكتور على جمعة فوق أنها إدانة للحكومات المتعاقبة كافة، فهي تضع الحكومة الحالية ومجلس النواب أمام مسئولياتهما، فلا يمكن لمجتمع أن يتقدم وفيه ملايين الأميين، ولا يمكن لأمة أن تأخذ مكانها بين الأمم المتقدمة وتعليمها متردٍ وصحتها معتلة وبحثها العلمي منزوع الفعالية والتطبيق ويطال الفقر 40% من الشعب بينما يرزح 30% منه تحت عتبة الجهل المطبق.. آن الأوان أن يتفانى الجميع إعلاء للمصالح العليا على ما سواها لنبني مصرنا الجديدة التي نستحقها والتي تستحق منا الجهد والعرق والتفاني وإنكار الذات.

آن الأوان أن يخلع الجميع رداء التعصب للطائفة أو الفئة أو الجماعة أو الحزب، أن ينحي الجميع ولاءاته السياسية والفكرية جانبًا خصوصًا نواب البرلمان ليتحقق توافق وطني لا بديل عنه لعبور محنتنا الاقتصادية والثقافية والفكرية التي لا تتحمل التأجيل أو تنازع الإرادات وتقاطع الولاءات، ولا ينفع معها إلا صلاح النوايا وصفاء القلوب وإخلاص العمل والتجرد من كل غرض لنترجم ذلك التوافق إلى عمل خلاق منتج يغير واقعنا للأفضل، ويحقق مطالب الشعب بعد ثورتين كبريين رفعتا سقف الطموح والمطالب إلى عنان السماء، ولا بديل عن عبور الأزمة فالبديل لا يتحمله أحد ولا يتمناه أحد.
الجريدة الرسمية