رئيس التحرير
عصام كامل

إشارات المرور وراء ظهور الكروت الصفراء والحمراء.. أزمة مباراة الأرجنتين وإنجلترا عام 66 فتحت لها الطريق.. مونديال المكسيك 1970 يشهد تطبيق البطاقات.. وكورت تشينشر أول من أشهر الإنذار

فيتو

الكروت الصفراء والحمراء من الأمور التي تم استحداثها في قوانين لعبة كرة القدم بعد الأزمات التي واجهت الحكام في المباريات الدولية خاصة مع اختلاف اللغات حيث كان يعتمد التحكيم في تعامله مع اللاعبين بالإشارة واتخاذ قراراته شفهيًا دون استخدام أي دلالات على إنذار اللاعب أو طرده إلا أن الاختلاف تسبب في وجود أزمات كثيرة إلا أن وصل "فيفا" إلى استخدام البطاقات في المباريات.


إشارات المرور
وأكدت بعض التقارير أن فكرة البطاقات الصفراء والحمراء التي تشهر في وجه اللاعبين في حال ارتكابهم أخطاء خلال المباريات جاءت مستوحاة من إشارات المرور، وكان وراؤها حكم بريطاني في 24 يوليو 1966، وذلك خلال توقفه أمام إحدى إشارات المرور في العاصمة البريطانية لندن أثناء فعاليات مونديال إنجلترا عام 1966، وأمامها صرخ قائلا: "يمكننا استعمال بطاقات ملونة لتحديد الإنذارات والطرد، فالأخضر يفسح المجال للمرور، يليه الأصفر الذي يحذر بالتمهل والاستعدادا للوقوف عندما يضيء، والأحمر بالوقوف تماما، ومن هنا جاء تطبيق نظام البطاقات في مونديال المكسيك عام 1970.

مباراة الأرجنتين وإنجلترا
وكانت أحداث الفوضى، التي عمت خلال مباراة الارجنتين وإنجلترا في ربع نهائي كأس العالم عام 66 أمام 90 ألف متفرج، دافعا للتفكير في استخدام البطاقات خاصة بعد المشادة الكلامية بين قائد المنتخب الأرجنتيني انطونيو راتان والحكم الألماني رودولف كريتلين في الدقيقة الـ 36 من اللقاء، حيث احتج الأول على الثاني بداعي تحيز الأخير للمنتخب الإنجليزي، وأشار الحكم إلى قائد الارجنتين بالابتعاد عنه من أجل مواصلة اللعب إلا أن اللاعب رفض واحتج بشدة على كريتلين الذي لم يفهم ما كان يردده راتان، فأمره بالتوجه إلى غرف الملابس، فلم يتقبل الأرجنتيني الأمر، وبقي على أرضية الملعب مواصلا احتجاجاته، بل قام لاعبو المنتخب الأرجنتيني بالاعتراض على قرارات الحكم قبل أن ينسحبوا من أرضية الملعب.

وتدخل في هذا الوقت مسئولو المنتخب الارجنتيني، وطلبوا من اللاعبين العودة إلى أرضية الملعب ومواصلة اللعب، وتدخل رئيس لجنة التحكيم وأقنع راتان، الذي كان يطالب بمترجم للتحدث إلى الحكم، بمغادرة الملعب وبالتالي تم تفادي أول حادثة انسحاب في العرس الكروي العالمي.

وانتهت المباراة بفوز المنتخب الإنجليزي بهدف نظيف، لكن اللاعبين والمسؤولين الأرجنتينيين لم يتقبلوا الخسارة، وأحدثوا شغبًا بعد الصافرة النهائية للحكم الألماني، وأوضحت الصحف أن الأخير أنذر بوبي وجاكي شارلتون، وهو ما نفاه الأخيران.

وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فتح تحقيق في الموضوع استغرق ساعات عدة، وفرضت عقوبات قاسية على الاتحاد الارجنتيني، بينها غرامات مالية وإيقافات بحق راتان ولاعبين آخرين.

أول استخدام للكروت
وجاءت بداية وتطبيق هذه التجربة عام 1968، وبالتحديد في دورة الألعاب الأوليمبية في المكسيك، وحققت نجاحا كبيرا حيث اجتمع الاتحاد الدولي بتاريخ 20 سبتمبر من عام 1969، وقرر استخدام البطاقات في جميع المسابقات العالمية بشكل رسمي، وكان أولها كأس العالم بالمكسيك 1970.

ويعد الحكم الألماني كورت تشينشر أول من أشهر البطاقة الصفراء خلال قيادته المباراة الافتتاحية لمونديال المكسيك عام 1970 عندما أشهرها في وجه الروسي اساتياني، قبل أن يشهر 4 بطاقات صفراء أخرى في المباراة ذاتها.

ووزعت البطاقات الصفراء بعد ذلك بمعدل واحدة في المباريات الـ31 التي أقيمت بعد المباراة الافتتاحية، فيما لم تشهر أي بطاقة حمراء في هذا المونديال التي تميز بالروح الرياضية.
الجريدة الرسمية