صراع السلطة في «بوكو حرم» يهدد نفوذ «داعش» بأفريقيا.. «البرناوي» زعيم جديد للجماعة.. «شيكاو» يعلن الحرب ويتهم خليفته بالردة.. والانشقاقات المبكرة تخيم على الوضع
يواجه تنظيم "داعش" الإرهابي خطرًا كبيرًا على نفوذه في القارة السمراء حيث تتراجع قواته في ليبيا بفضل الجيش الليبى والضربات الجوية لدول الغرب مثل الولايات المتحدة، وفرنسا وحتى الإمارات، ولكن نفوذه ينهار في الجنوب مع تناحر زعماء أقوى حليف له "بوكو حرام".
صراع الزعيمين
أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصراع الدامي بين زعيم جماعة "بوكو حرام" الإرهابية السابق "أبو بكر شيكاو" والزعيم الجديد الذي عينه «داعش»، أبو مصعب البرناوي.
وقال "إيسوفو يحيى"، المحلل السياسي في جامعة نيامي في النيجر للصحيفة: "شيكاو هو قمة الهمجية"، في إشارة إلى حملة العنف والتكتيكات التي اتبعها "شيكاو" بعد تعهد الجماعة بالولاء لـ "داعش" في 2015 والتي أعرب قادة "داعش" عن خيبة أملهم منها.
وأبرزت الصحيفة، استخدام "بوكو حرام" تحت زعامة "شيكاو" الأطفال كمفجرين انتحاريين لضرب المساجد والأسواق المزدحمة في نيجيريا، فضلا عن اعتبار كل من يرفض الانضمام لقواته أهدافًا مشروعة حتى ولو كانوا مسلمين.
طريق الجهاد
وفي عدد مجلته الصادر، أغسطس الماضي، أعلن "داعش" أن "أبو مصعب البرناوي" هو زعيم "بوكو حرام" دون الإشارة ولو بكلمة إلى "شيكاو"، وبعد ذلك، اتهم "شيكاو" هذا الزعيم الجديد الذي اعتبره عدوا بالردة عن الإسلام وأعلن أن الزعيم الداعشي "أبو بكر البغدادي" مخدوع.
وبعد ذلك، أُعلنت الحرب وأفادت تقارير إعلامية بمناوشات دامية بين قوات "شيكاو" و"البرناوي"، وقال مصدر بوكالة الأنباء الفرنسية بعد هجوم على مناطق تحت سيطرة "شيكاو" إن مقاتلي الزعيم الجديد قالوا لسكان القرى إن قوات الزعيم المخلوع خرجت عن طريق الجهاد الصحيح.
ضعف الجماعة
ورأى المحلل "ياروسلاف تروفيموف"، أن ما يحدث في "بوكو حرام" دليل على ضعف الجماعة في الوقت الحالي، محذرًا من احتمالية تقدم القوات الإقليمية بمساعدة المستشارين الأمريكيين والأوروبيين لإعلان الحرب على "بوكو حرام".
مبايعة "داعش"
ولم يتوقف الصراع داخل "بوكو حرام" عند زعامة "البرناوي" و"شيكاو"، بل تعدى إلى وجود تيارات أخرى رافضةً المبايعة لتنظيم "داعش"، وانشقت مبكرًا على التنظيم الأكثر تطرفًا في غرب أفريقيا.