رئيس الاتحاد النوعي للبيئة: مصر تعاني من نقص 10 مليارات متر مياه ومعرضة لتقشف مائي شديد
• تقليل عدد المحافظات المعتمدة على زراعة الأرز سيوفر الكثير من المياه
• تكلفة تحلية المياه ضعف تكلفة المعالجة
• سد النهضة سيؤثر على الزراعة والصناعة بمصر
تستعد مصر في الفترة القادمة لفترة تقشف مائي قاتلة، خاصة مع بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة العام القادم، والذي ستكون سعته أكثر من 10 مليارات متر مكعب، وتنتوى الحكومة الإثيوبية ملأه خلال عام واحد فقط، مما يؤثر بشكل مباشر على الصناعة والزراعة بمصر، والتي تستهلك نحو 70% من حصة مصر في العام.. هذا ما أكد عليه الدكتور وحيد إمام أستاذ البيئة بكلية العلوم جامعة عين شمس ورئيس الاتحاد النوعي للبيئة في حواره مع «فيتو».. وإلى نص الحوار:
* هل ترى أن مصر ستتعرض لأزمة مياه في الفترة القادمة؟
بالطبع مصر ستتعرض لفترة تقشف مائي شديد جدًا في الفترة القادمة، خاصة مع بدء ملء خزان سد النهضة والذي سيؤثر بشكل كبير على حصة مصر من مياه النيل، حيث إن خزان السد العالي يوفر لمصر 55.5 مليار م 3، بينما مصر تحتاج سنويًا من 65 إلى 70 م3، ومع بدء ملء خزان سد النهضة والذي تنتوى الحكومة الإثيوبية ملأه خلال عام ستتضاعف حصة منسوب المياه بمصر في تلك الفترة بمعدل 10 مليارات م3 في اليوم الواحد.
وأرى أنه من الضروري التشاور مع الحكومة الإثيوبية على ملء الخزان خلال 10 سنوات، لكي نقلل من نسبة الضرر على مصر منه، حيث إنه من غير المنطقي ملء الخزان خلال عام واحد أو حتى ثلاث سنوات.
* ما حجم الضرر الذي سيقع على مصر بعد بناء سد النهضة؟
سيكون أصحاب الصناعات والزراعة أكثر ضررًا، حيث تستهلك الزراعة والصناعة 50 مليار م3 من حصة مياه النيل سنويًا وذلك لاعتماد أكثر من 8 آلاف فدان زراعي، بينما يستهلك الناس في منازلهم 8% فقط.
* كيف نقدر على حل أزمة نقص المياه بمصر في الفترة القادمة؟
في الحقيقة أنا لا أرى أن هناك حلًا جذريًا لتلك المشكلة الخطيرة، إلا بالمشاورات مع الحكومة الإثيوبية والمفاوضات معها، فنحن بالأساس لدينا نقص في المياه بنسبة 10 مليارات م3 سنويًا، حيث أن حصة مصر 55.5 مليار م3، بينما الاحتياجات الأساسية لمصر سنويًا هي 65 م3 سنويًا، وبالفعل تحاول الحكومة التغلب على هذا النقص في كمية المياه من خلال إعادة تدوير المياه والتي توفر من 10 إلى 15 مليار م3 سنويًا من خلال تدوير مياه الصرف الصحي ومعالجة الصرف الزراعي والمياه الجوفية، وتستخدم تلك المياه في ري الغابات الزراعية، والشجيرات.
كما أن الحكومة المصرية توجهت منذ فترة لإنشاء حملات توعية وإعلانات للفلاحين والمواطنين لحثهم على ترشيد استهلاك المياه، وأرى أن ترشيد استهلاك المياه في المنازل سيوفر ما يقرب من 10% سنويًا، كما أن تقليل عدد المحافظات التي تعتمد على زراعة الأرز سيوفر الكثير من المياه.
* ما السيناريو المتوقع أن تشهده الثروة المائية بعد بناء سد النهضة؟
كباحث في شئون البيئة أرى أن الفترة القادمة سيكون بها شح في المياه على هضبة الحبشة بسبب التيارات المناخية، لأن هضبة الحبشة تكون مياهها عن طريق مياه الأمطار، فمن المتوقع أن تعاني هضبة الحبشة الجفاف لأن حزام الأمطار هو الذي يتحكم في حجم المياه، كما أنه سيكون هناك شح في مياه السد العالي، حيث إن خزان مياه السد يتكون من 60% من مياه هضبة الحبشة و40% من مياه النيل الأزرق بالسودان.
*في الفترة الأخيرة ظهرت بعض الجزر في منتصف نهر النيل بشكل واضح.. ما التفسير العلمي لها؟
قلة منسوب المياه بالنيل أمر طبيعي لعدم فتح خزان المياه بالسد العالي، كما أن الأمطار الاستوائية تهطل بغزارة في فصلي الصيف والخريف أي في شهور يونيو ويوليو وأغسطس وربما تمتد إلى سبتمبر وبدايات شهر أكتوبر، علمًا بأن الأمطار الاستوائية هطلت في الفترة الأخير بغزارة شديدة كالسيول على السودان، مما أدى إلى زيادة منسوب المياه في نهر النيل، ولكن تلك الظاهرة لن تتكرر لأنها تحدث مرة واحدة كل فترة كبيرة.
*هناك تكهنات بأنه سيتم رفع شريحة تعريفة المياه في الفترة القادمة..هل سيتم ذلك بسبب قلة نصيب مصر في مياه النيل؟
في الحقيقة أن سعر تعريفة المياه في زيادة مستمرة منذ عدة سنوات حتى من قبل الإعلان عن بناء سد النهضة الإثيوبي، فرفع سعر تعريفة المياه ليس له علاقة بقلة منسوب المياه أو قلة حصة مصر من المياه نهائيًا، حيث إن استهلاك المواطنين للمياه في مختلف النواحي الحياتية لا يتعدى 10% من الإجمالي المياه، ولكن تجدر الإشارة إلى أن سعر تقنية معالجة المياه باهظ الثمن قد يصل إلى 35 قرشًا لكل م3، كما أن سعر تحلية المياه ضعف سعر عملية المعالجة، فبالتالي مياه الشرب تتعدى ذلك بمراحل كثيرة ومكلفة قبل أن تصل للمواطن، ويعتمد سعر معالجة المياه وتحليتها على التقنية المستخدمة، فهناك عدة تقنيات مختلفة، ولكن أرخص التقنيات المستخدمة هي التي تعتمد على ضوء الشمس وغشاء البلازما.