قطر ضحية صفقة الكبار.. موافقة واشنطون على ضرب «جبهة النصرة» آخر صفعات «أوباما» لـ«تميم».. «الجولاني» يفشل في اللحاق بالمعارضة المسلحة بجنيف بسبب موسكو.. وهدنة ج
في السابع والعشرين من مايو الماضي ظهر محمد الجولاني قائد تنظيم جبهة النصرة في لقاء حصري على قناة الجزيرة القطرية مع الإعلامي أحمد منصور، في خطوة اعتبرها كثيرون بداية مرحلة جديدة لقائد التنظيم الأقوى في سوريا.
وجبهة النصرة التي ترتبط أيديولوجيا بالقاعدة هي تنظيم إرهابي في نظر المجتمع الدولي سواء روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني عدم الاعتراف به كفصيل معارض سياسي في أي حوارات تخص مستقبل سوريا، أما قائده «الجولاني» فهو أحد المطلوبين أمنيًا من الأمم المتحدة.
اقرأ.. مقتل قائد عسكري تابع لجبهة النصرة وهجمات ضد «داعش» في دير الزور
وخلال السنوات الماضية كشفت تقارير صحفية أن قطر وبعض الجماعات الأخرى هي الممول الرئيسي لجبهة النصرة، زاد من ذلك الاعتقاد لقاء «الجولاني» على قناة الجزيرة القطرية.
فك الارتباط مع القاعدة
بعد هذا اللقاء أعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتحويل اسمها إلى «جبهة فتح الشام» وهو الإعلان الذي أحدث ضجة بين أوساط المعارضة السورية، إذ إن هذا الإعلان يعني أن هناك مسارًا جديدًا ستتخذه جبهة النصرة خلال الفترة المقبلة.
خبراء الحركات الإسلامية وبعض قادة جبهة النصرة قالوا إن فك الارتباط هو عملية «غسيل سمعة» للحاق بفصائل المعارضة المسلحة في جنيف والتفاوض حول مستقبل سوريا بعد أن رفضت روسيا أكثر من مرة تصنيف جبهة النصرة فصيل معارض غير إرهابي.
الخبراء أضافوا أيضًا أن تلك العملية تقف وراءها قطر التي أرادت أن تزاحم الدول المحورية في سوريا من خلال الزج بجبهة النصرة التي تمولها ضمن مفاوضات «جنيف»، ومن ثم كان اللقاء الإعلامي ثم الانفصال عن القاعدة، لافتين إلى أن ذلك الأمر كله «لعبة قطرية».
أول رد فعل
وكان أول ردود الفعل بعد هذا الإعلان من جانب موسكو التي أكدت إنها لن تغير رأيها في «جبهة النصرة» حتى لو اضطرت إلى تغيير اسمها مؤكدة أن الموقف لم يتغير وإنها مازالت جماعة إرهابية.
أمام الإصرار الروسي والتقارب بين موسكو وواشنطون فيما يخص الملف السوري أعلنت الأخيرة على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن الولايات المتحدة لن تغير موقفها من اعتبار جبهة النصرة تنظيم إرهابي، الأمر الذي عده البعض أول صفعات «أوباما» لـ«تميم» أمير قطر.
اقرأ ايضًا.. تفاصيل تسليم رأس أخطر إرهابي في سوريا لـ«بوتين»
الضربة الأخيرة
أما الضربة الأخيرة والتي سقطت فيها قطر ضحية صفقة الكبار كما أطلق عليها البعض هو موافقة الرئيس الأمريكي على التعاون العسكري مع روسيا لاستهداف كل من «داعش» و«جبهة النصرة» وذلك مقابل أن تسمح موسكو بفتح طريق «الكاستيلو» ودخول المساعدات لكافة الأنحاء المحاصرة من قبل قوات الجيش السوري.
شاهد..إنشاء مركز «روسي - أمريكي» لاستهداف داعش والنصرة بسوريا
واعتبر الكثيرون أن هذا الإجراء يعني انتهاء دور قطر في سوريا بعد أن خسرت كل شيء في الصفقة التي تم عقدها بين واشنطون وموسكو خلال الأسبوع الماضي في جنيف.