رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل تسليم رأس أخطر إرهابي في سوريا لـ«بوتين»..أمريكا تتخلى عن قائد جبهة النصرة مقابل فتح طريق«الكاستيلو»..مقتل قائد جيش الفتح البداية..و«كيري» و«لافروف» يعلن

جون كيري ونظيره الروسي
جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف

مركز تنسيق مشترك بين روسيا وأمريكا من أجل استهداف تنظيمي «داعش» و«النصرة»، هكذا أسفرت جولة المفاوضات التي جمعت بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف والتي انتهت بإعلان هدنة في سوريا تمهيدًا لاستئناف المسار السياسي.


تحالف واشنطن مع موسكو ضد داعش لم يكن بالأمر المستغرب، فثمة اتفاق أن أبوبكر البغدادي وتنظيمه هم إرهابيان، لكن ضم جبهة النصرة إلى قائمة الإرهابيين التي ستقصفها الولايات المتحدة كان يعني بشكل أو بآخر إتمام صفقة «رأس الجولاني» قائد جبهة النصرة أكبر الفصائل المعارضة لبشار الأسد.

صفقة «رأس الجولاني» بدأت منذ أسابيع حين قررت واشنطن أن الوقت حان لاستخدام ورقة جبهة فتح الشام «النصرة» سابقًا من أجل تحقيق مكاسب أثناء مفاوضاتها مع روسيا وبدأ الأمر يتخذ منحى العلانية حين أرسل مايكل راتني المبعوث الأمريكي إلى سوريا رسالة إلى الفصائل المعارضة يقول فيها بحسب مواقع سورية، «إنّ واشنطن ستقترح على الروس في جنيف تحقيقَ وقفٍ للنار في سوريا يبدأ بانسحاب النظام من طريق الكاستيلو وإيقاف القتال في طريقِ الراموسة، ومنعِ النظام من قصفِ مناطق المعارضة حتى لو كانت جبهةُ فتح الشام فيها، ووقف طلعاتِه الجوّية القتالية وإيصال مساعدات غذائية وإنسانية عبر طريق الكاستيلو».

في ختام الرسالة ألمحت واشنطن عن إمكانية التضحية بـ«الجولاني» وذلك بقولها، "إنه في حالة احترام تلك المطالب من جانب روسيا فقد تتبادل الولايات المتحدة المعلومات مع موسكو بما يَسمح للقوات الروسية باستهداف «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقًا)".

ويتمركز الخلاف الدائر بين روسيا وأمريكا في أن واشنطن تتهم موسكو دومًا بشن غارات على مواقع للمعارضة المعتدلة التي قبلت بهدنة فبراير الماضي تحت حجّة أنّهم يقصفون النصرة التي لم تؤيّدها. فيما يردّ الروس بأنّهم يهاجمون النصرة فعلًا، ولكنّ الحاصل هو أنّها تختبئ بين صفوف «الفصائل المعتدلة»؛ ما يؤدّي لأن يطال الأخيرة القصف.

لم تقف الأمور عند الحد فبعد إعلان هدنة فبراير برعاية روسية أمريكية أعلنت جبهة النصرة اعتراضها، بالمقابل فإنّ أمريكا لم تُبرّئها من الإرهاب إلّا أنّها تقاربها ضمن حسابات أنّه لا يزال لها وظيفة عسكرية مطلوبة ضدّ النظام في سوريا.

أمّا موسكو، فتَعتبر النصرة فرع القاعدة في سوريا، وهي نسختُها الثانية كما داعش، وكلتاهما تشكّلان خطرًا ليس فقط على أمن سوريا بل على أمن روسيا القومي أيضًا. واشنطن من حيث المبدأ تتفهّم هذا القلق الروسي، ولكنّها تحاول تأجيلَ إعطائه الأولوية، وبنفس الوقت تحاول استثمارَه في تحقيق توازن عسكري بين المعارضة والنظام، وجعله أيضًا مادةَ تفاوُض دسمة مع الروس.

مقتل «سراقبة»

واعتبر الكثيرون أن مقتل «عمر سراقب» قائد جيش الفتح القوام الأساسي لتنظيم الجولاني، خلال الأسبوع الماضي هو بداية التنسيق الأمني الروسي الأمريكي رغم نفي واشنطن أكثر من مرة أنها مسئولة عن تلك العملية.
الجريدة الرسمية