«غصن البان».. مشروعًا قوميًا
تسمى "الشجرة المعجزة".. وهي عربية الأصل.. عرفها المصريون القدماء.. واستخدموها في الطب والتجميل والتحنيط.. واعتبروا زيتها أحد الزيوت التسعة المقدسة.
وفي الشعر الشعبي والفلكلور، يتردد مصطلح "غصن البان" تعبيرا عن القوام المعتدل، وفي وصف المرأة الحسناء.. وكثيرا ما سمعنا وقرأنا "قدك المياس يا عمري.. يا غصين البان كاليسر".
إنها "المورينجا".. التي تسمى أيضًا المورنغا أو المورينقا وسبب تعدد أسمائها راجع إلى استغلال الكثير من الشعوب حول العالم لفوائدها الطبية العديدة، فهي تسمى "شجرة الرحمة، وشجرة اليسر، وغصن البان، وأيضًا الحبة الغالية".. "في تذكرة داوود وكتاب الطب الشعبى لابن البيطار"، و"شجرة الرواق والثوم البري وفجل الحصان وعصا الطبلة".. وهذه الشجرة يستخدم منها كل أجزائها تقريبا لذا فهي مثال للشجرة متعددة الاستخدامات.
شجرة المورينجا يمكنها النمو في مدى واسع من الظروف البيئية، إذ تتميز بقدرتها العالية على تحمل الجفاف، ولا تحتاج إلى مياه كثيرة، بحيث تزرع في الجبال والصحاري؛ ولذا فهي تنمو في الأراضي القاحلة، والحارة، ونصف الجافة، والجافة، وفي المناطق المعتدلة والدافئة أيضًا، وهي شجرة نصف متساقطة تستخدم في تحسين خواص التربة وتستخدم في عدة مجالات أخرى مثل مكافحة النيماتودا وتغذية الحيوانات وتربية النحل وتزرع بنجاح على جسور الترع والمجاري المائية وبالحدائق المنزلية والتقاسيم وحول المزارع وهي لا تصاب بآلافات أو الأمراض إلا نادرا.
تعتبر المورينجا من أسرع الأشجار نموًا في العالم؛ حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين، وأكثر من ثلاثة أمتار في أقل من عشرة أشهر.
أوراقها غنية المحتوى من (البيتاكاروتين) و(فيتامين أ وج) والحديد والبروتين والبوتاسيوم والفوسفور، وهي تشكل غذاء متكاملا في بعض مناطق أفريقيا، وتستخدم الأوراق أيضا كمكمل غذائي لمصابي مرض نقص المناعة في بعض بلدان أفريقيا؛ وذلك لما تحويه من نسبة عالية من الفيتامينات.
يستخدم مسحوق الأوراق بعد تجفيفها كتوابل تضاف للوجبات الغذائية، كما أثبتت التجارب أن إضافة أوراق المورينجا إلى غذاء النساء المرضعات أدى إلى زيادة إدرار الحليب لديهن، وعصير الأوراق يخفض ضغط الدم العالي، وهو فعّال في إدرار البول.
غالبا ما توصف شجرة المورينجا بـ "الشجرة الطبيبة"، وذلك لأنه يتم استخدام كل أجزائها.
وأظهرت أبحاث التغذية القيمة الغذائية التي توجد في أوارق المورينجا.. وعند مقارنة فوائد المورينجا بالقيمة الغذائية الموجودة بأوراقها المجففة؛ مثلا: تحتوي على 7 أضعاف من فيتامين C الذي يوجد في البرتقال.. وتحتوي على 4 أضعاف من فيتامين A الذي يوجد في الجزر.. وتحتوي على 4 أضعاف الكاليسوم الذي يوجد في الحليب.. وتحتوي على ضعف البروتين الذي يوجد في الزبادي.
تحتوي أوراق المورينجا على مختلف الفيتامينات مثل فيتامين A وفيتامين B1 وفيتامين B2 وفيتامين B3 وفيتامين B6 وفيتامين C والمعادن بما في ذلك الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والماغنسيوم والفوسفور والزنك وتحتوي على البروتينات ومضادات الأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة.
تحتوي أوراق المورينجا على الأحماض الأمينية، والتي نادرًا ما توجد في أي نظام غذائي، وغالبا ما توجد في اللحوم. تعمل المورينجا عمومًا على حل مشكلة نقص التغذية.. ويمكن أن تؤكل الأوراق leaves إما طازجة أو مطبوخة مثل السبانخ، كما يمكن أن تجفف وتطحن في صورة مسحوق يمكن إضافته إلى الصلصات أو الشوربة.. وينتج اللحاء مادة صمغية تستخدم في بعض الصناعات الدوائية، وتستخدم أيضا في علاج الإسهال.. أما جذور نبات المورينجا، فهي علاج للروماتيزم في بعض المناطق.
الجزء الأهم من شجرة المورينجا هو البذور؛ حيث تتعدد استخداماتها، فهي مقاومة للبكتيريا المسببة للأمراض الجلدية، كما تستخدم كمنشط جنسي، وتحتوي البذور على ما يقدر بنحو 35 بالمائة من مكوناتها زيت حلو المذاق غير لزج يستخدم في أغراض الطبخ، إضافة إلى كونه زيتا هاما في صناعة بعض العطور، وكريمات العناية بالشعر، وكمصدر للطاقة والوقود الحيوي.. وتتعدد أوجه الاستفادة من "المورينجا" في كافة المجالات.
والنقطة الأكثر أهمية في هذا النبات السحري أنها ليست شرهة للماء في ريها؛ فهي تكتفي بالنذر اليسير من المياه طوال العام.. ويمكن أن تقام صناعات كاملة عليها، توفر المئات من فرص العمل.. هي بالفعل تستحق أن تكون مشروعا قوميا متكاملا.. سيما ونحن بصدد الاستفادة من مشروع المليون ونصف المليون فدان.