رئيس التحرير
عصام كامل

التاريخ والتهريج


يقدر علماء الجيولوجيا عمر الأرض بنحو أربعة ونصف مليار عام بناءً على دراسات علمية مكثفة أخذت الكثير من الجهد والمعرفة.. وقد قسم العلماء هذه السنوات الطوال إلى مراحل تعكس حالة الأرض في كل مرحلة، وأطلقوا عليها ما يعرفها علميا.


البداية كانت في العصر الكمبري والذي استمر حوالًى ٥٥٠ مليون سنة مارًا بالعصر الطباشيري إلى عصر الهليوسين/ العصر الحديث..ولقد عدل العلماء بعض الأمور لتناسب التغيرات الكبرى التي حدثت على المعمورة مثل العصر الجليدىٌ والنيازك التي ضربت الأرض وأهلكت الديناصورات وتداخل العصر الطباشيري في عصر الثلثي عصر سلاسل الجبال إلى عصرنا هذا عصر Homo sapiens.

طور العلماء في عصرنا الحالي- إلى اثني عشر ألفا من السنين وبدأوا عد عصر الفحم أو العصر الكربوني من عام ١٩٥٠ أي أيامنا هذه والبقية تأتي- البلاستيك والكندكتىوز والديجينالز والشبز وما إلى ذلك من علامات عصرنا الحديث..وما أقوله هو عمل العلم والعلماء لكتابة تاريخ الراجفة بدقة للأجيال اللاحقة لزوم المعرفة والتواصل والتعارف والإعمار وما يؤدي إلى نفع البشرية عامة بعيدًا عن النفاق والتدليس.

ألا تستحق مصر أن يكتب تاريخها بأمانة وشرف ودقة؟.

لماذا هذا التشويه لتاريخ مصر؟.. لماذا لا يكتب تاريخ مصر صحيحًا بلا نفاق السلطان والسلطة؟.. ما الفائدة من التزوير..حذف مبارك من تاريخ مصر.. كان ذليلًا.. لكنه قبض على السلطة ثلاثين عامًا وطبق سياسة تجفيف المنابع تماما-دمر الصناعة والزراعة والتعليم والصحة وحتى الفنون لم تسلم من الإهمال المتعمد ومشى في قطيع النعاج.. لكن هذا لا يمنع من ذكره حاكمًا لمصر لمدة ثلاثة عقود سوداء.

نتكلم كثيرًا عن خير أجناد الأرض فلماذا لا نكتب تاريخهم بدقة وفخر؟!.. لقد ذكر الله سبحانه وتعالى فواصل من تاريخ مصر.. أحسن القصص.. سيدنا يوسف وسيدنا موسى.. أليس في هذا عبرة لنا.. أليس من واجبنا أن نترك للاجيال القادمةً تاريخًا صحيحًا بكل ما فيه من العبر والدروس لكي لا يقعوا في أخطائنا المريرة ويكونوا من عُبَّاد الله الصالحين؟.

ولنا أن نذكر أيضا التماثيل المشوهة في بعض الميادين فأين الدروس التي قد يتعلمها الأولاد في المدارس عن تاريخ بلدهم الحقيقي؟..بدلًا من إدعاء الصهاينة أنهم بناة الأهرامات وسمعت أخيرًا من يدعي أن الأتراك هم البناة..وكأن المصريين لم يبنوا شيئًا مع أن المولى جل وعلا أكد على«فرعون ذي الأوتاد» ولا ننسى أن العرب أصلهم مصريون وكان الله بالسر عليم.
الجريدة الرسمية