رئيس التحرير
عصام كامل

القيادى الإخوانى صلاح سلطان: يجب تسليح مقار الإخوان

فيتو

يصف نفسه بأنه «صانع الرجال القادرين على حكم مصر الآن وفى المستقبل» همه الأول والأخير تحرير القدس والمسجد الأقصى، ولديه قناعة تامة بأن مصر هى التى ستحقق ذلك .. إنه الدكتور صلاح سلطان، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس لجنة القدس والقيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين، والذى التقته « فيتو» فى هذا الحوار.


لماذا طالبت باستخدام العنف ضد المتظاهرين أمام المقر العام لمكتب الإرشاد؟
- انا طلبت حماية كل المنشآت المصرية سواء كانت تابعة للإخوان أو لغيرهم، درءا للفوضى .

وهل هذه دعوة لشباب الإخوان لحماية مقارتهم؟
-طالما أن الجهاز الأمنى لا يقوم بوظيفته كما يجب فعلينا على الأقل حماية أنفسنا وحماية من حولنا .
ولكنك ذكرت أنه على شباب الإخوان استخدام كافة أنواع الأسلحة، للدفاع عن مقارتهم، أليس هذا معناه تحريضا على استخدام العنف؟
-نحن لا ندعو إلى العنف!! والإخوان لا يمتلكون أسلحة كما يدعى البعض..وفى النهاية أنا لم أدع للعنف فالمعتدى والمعتدى عليه فى النهاية مصريون ودم المسلم على المسلم حرام .
كيف ترى الخروج من الأزمة ؟
-لا خروج من المأزق إلا بتطبيق دولة القانون وتفعيل دور الأمن بصورة حقيقية.
ماذا بعد توليك مسئولية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟
- منذ أن توليت هذا المنصب وأنا لا أجلس فى مكتبى، ولكننى أتجول فى كل محافظات مصر، فأنا فى حرب مستمرة مع الفساد، فقد اكتشفت وجود الكثير من الأئمة المعينين فى مساجد ليس لها مكان على أرض الواقع ومع ذلك يتقاضون رواتب على عمل وهمى، وأن شاء الله سنقف موقفا حاسما من كل هذه المخالفات التى أورثها لنا النظام السابق الذى أشاع الرشاوى والمحسوبيات، وسأحاول بشكل مستمر إرجاع علمائنا الأجلاء، الذين ملأوا الدنيا بعلمهم، إلى بلادهم فهم خرجوا بسبب النظام ونحن الآن فى أشد الحاجة لهم وأولهم الشيخ يوسف القرضاوى.

هناك اتهام لك بـ«أخونة» المجلس عبر تعيين الكثير من أعضاء الجماعة به.. ما ردك؟
هذا الكلام غير صحيح، فأنا لا أعين إلا الكفاءات وبعد مرورهم بالعديد من الاختبارات والامتحانات القاسية، وأن كان قد نجح عدد من الإخوان فهذا لعلمهم وكفاءتهم وليس للوساطة والمحسوبية.

لماذا لا تشارك فى المشهد السياسى؟
- أنا متفرغ للبحث العلمى والفقهى والجانب التربوى والدعوى وتأهيل الرجال الذين سيحكمون الدولة وينتقلون من الدعوة للدولة ويجمعون بينهما، أى بين العبادة والقيادة فى آن واحد، فأنا وظيفتى بناء الرجال الذين سيحكمون مصر مستقبلا ولا أحكم أنا، فأنا القريب البعيد، وأنا المصنع الذى يصنع مولدات الكهرباء.
أنت مهتم بالقضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، فكيف ترى وضعها الآن؟
القضية الفلسطينية تجرى فى عروقى مجرى الدم منذ طفولتى وعقلى ووجدانى وما سألت ربى سبحانه وتعالى أن يرزقنى شيئا فى هذه الدنيا إلا أن يرزقنى الشهادة عندما يتحرر المسجد الأقصى، وأشهد أن الله يهيئ لى أمورًا ليساعدنى فى إقرار هذه الغاية النبيلة قبل الثورات العربية، وكنت أحدث الناس أننا إن شاء الله سوف نجهز جيشا لتحرير القدس، فكانوا يقولون لى هذا جنون هذه الأمة لا تصلح أبدًا لتحرير القدس ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد ولكننى كنت أتيقن أن ما وعد الله به فى كتابه سيتحقق بالفعل، وقد ذهب الطغاة وجاءت مرحلة جديدة لها رجال غير الرجال، وأنا أعتبر أن كل مرحلة لها رجالها وأعتقد أننا رجال هذه المرحلة ورجال هذا العصر.
قلت إن المعركة ضد إسرائيل ستبدأ من مصر لماذا؟
مصر هى المفتاح، فعلى سبيل المثال نجد أن صلاح الدين الأيوبى كردى لم يبدأ معركته من العراق وجاء إلى مصر ليبدأ معركته ضد الصليبيين، والعز بن عبد السلام الدمشقى جاء لمصر لتبدأ المعركة من هنا ضد المغول الذين دمروا كل العالم الإسلامى وكانت مصر مقبرتهم وكانت نهايتهم على أيدى الجيش المصرى فأهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة.
وماذا تقول للأقباط المتخوفين من تشدد الإسلاميين وخاصة فى ظل غياب الأمن وتلويح الإسلاميين بأمن بديل؟
- أقول لهم نحن الحماة الأول لكم ولكل الأقليات فى مصر، ونحن نمارس هذا لأن ديننا يأمرنا بهذا، وبالتالى نفعله من أجل الدار الآخرة ولإعمار آخرتنا وليس فقط لإعمار دنيانا، ولا أظن أنه يوجد إسلامى يعرف شرع الله معرفة حقيقية سوف يوقع الظلم على أحد منهم أو من غيرهم.
طالبت بدولة مدنية بمرجعية إسلامية فكيف ستكون فى ظل ما نعانيه من مشاكل؟
- نقصد بالدولة المدنية انها ليست دولة عسكرية، وأنا مع التجربة التركية للتدرج فى التغيير الذى يتبناه أردوغان بأنهم لا يكرهون الشعب على اختيار الشريعة الإسلامية، وإنما يعملون لكى يطالبهم الشعب بالشريعة الإسلامية، فنحن لا نريد من أى تيار إسلامى أن يفرض الشريعة الإسلامية وقد قلت على قناة التحرير اقنعوهم ولا تقمعوهم واعملوا لإقناع الناس بالشريعة وهم الذين سيطالبون بها، وهذا هو الطبيعى لأن فرض الشريعة عكس ما كان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ، فالرسول صبر 21 سنة على الكعبة التى كان بها 360 صنما تعبد من دون الله وكان يوجد رايات حمراء خارج الكعبة للنساء الداعرات وخمور تشرب فى مكة وكان هناك رجال ونساء يطوفون بالبيت عرايا والرسول لم يمنعهم إلا سنة 8 من الهجرة أى بعد 21 سنة من البعث، أى قبل فتح مكة، إذا فمنهجنا هو إقناع الناس بحاجتهم إلى شريعة الله وهم الذين يطلبون أن يحكموا بالشريعة الإسلامية لا أن تفرض عليهم وهذا ما يفعله أردوغان بمنهج التدريج.

الجريدة الرسمية