زغلول صيام يكتب: زلزال في الكرة الجزائرية.. هل يصل إلى الكرة المصرية؟!
بالأمس أصدرت وزارة العدل الجزائرية بيانا صحفيا أعلنت فيه فتح تحقيق قضائي ضد 14 متهما من بينهم رؤساء سابقين للاتحاد وأمناء عامون سابقون ومدير عام سابق وثلاثة أشخاص معنوية بجنح إساءة استغلال الوظيفة عمدا والتبديد العمدي لأموال عمومية والمشاركة في التبديد وإبرام عقود مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير.
قرار وزارة العدل بمثابة زلزال في الكرة الجزائرية لتطهير الساحة الرياضية بعد أن تراجعت الكرة هناك على مدار السنوات الماضية بعد فترة من الازدهار في حقب ماضية.
أن تأتي متاخرا أفضل من ألا تأتي.. نعم هي مازالت في طور الاتهامات والتحقيقات ولكن هناك وقفة جادة هدفها الإصلاح بعد أن تبينت الأجهزة الرقابية في الجزائر أن هناك تراجعا في مدخلات الاتحاد وتبديد أموال طائلة.
نعم.. انتفضت الجماهير الجزائرية أمس على هذا الخبر الذي أعاد الأمل في إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي والتحقيق في شبهات الفساد التي دائما ما تكون السبب الرئيسي في تراجع صناعة كرة القدم نفسها.
هل تفعلها مصر؟!
وارد جدا أن تأتي اللحظة الحاسمة لفتح ملفات مسكوت عنها في كرة القدم المصرية علي مدار السنوات الأخيرة وهو ما نبهنا إليه في مقالات عديدة عن تبديد أموال طائلة جعلت ميزانية اتحاد الكرة المصرية تئن وتبدو غير قادرة على الوفاء بمتطلباتها وأصبحت تنتظر دعم الدولة في بعض الأمور الخاصة بطائرات خاصة لنقل المنتخب أو أشياء من نفس القبيل.
نعم صدرت تقارير حاسمة من جهات لها ثقلها في وجود مخالفات في إبرام التعاقد مع شركة تقنية الفار ورغم ذلك تم التعاقد مع هذه التقنية والتي ثبت للقاصي والداني أنها لا تقدم جديدا وسيارات مستعملة.. ونفس الجهة المحترمة التي راجعت هي نفسها التي أكدت على وجود مخالفات في أمور تعاقدية أخرى.
لمصلحة من ؟!
لا توجد مصلحة لأحد في التعتيم وركن المخالفات في الأدراج حتى وصل اتحاد الكرة الذي كان منذ فترة قليلة يملك ودائع بملايين الدولارات وملايين الجنيهات أن تذهب سدى!
رحل البرتغالي فيتوريا المدير الفني السابق للمنتخب ولم ير أحد أو يطلع على عقده وها هو الآن يشكو في الفيفا للمطالبة بعقده كاملا الذي قد يصل إلى مايقرب من خمسة ملايين دولار !! ملف أصلا يحتاج إلى تحقيق عاجل لأني أزعم أن هناك من هو داخل الاتحاد لا يعرف أصل المشكلة.
وما هي حكاية قرار الفيفا بتغريم الاتحاد المصري مبلغ 250 ألف دولار و30 ألف فرنك سويسري لصالح مارك بولي وهو الملف الذي سنفتحه في الأيام القادمة!
أنا هنا لا أوجه اتهاما لأحد ولكن مطلوب رد وكشف تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات إن وجدت للرد على كافة الاستفسارات إلا إذا كان هناك نية لإحالة الأمر للنيابة كما حدث في الجزائر!
إن ما تمر به الكرة المصرية يحتاج إلى فتح جميع الملفات المسكوت عنها من أجل الصالح العام.. من حقنا أن نحلم بصناعة كرة قدم في مصر مثل باقي دول العالم.
الحقيقه أن الأمر ليس قاصرا على اتحاد الكرة ولكن لابد من فتح كل الملفات في جميع الهيئات الرياضية لتطهير الساحة الرياضيه من كل هؤلاء الذين تربحوا من ورائها وسكنوا أفخم القصور وركبوا أغلى السيارات وتبدلت أحوالهم!
لا يجب أن تكون الإقالة أو الخروج الآمن لهؤلاء من الساحة الرياضية هي السبيل بقدر محاسبة كل من يثبت تورطه في فساد مالي هنا أو هناك ليكون عبرة لغيره ودرسا لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المال العام.
بالطبع كلها أمنيات ولكن متى تحقق؟! في علم علام الغيوب من لا يغفل ولا ينام سبحان الله العظيم.