دموع على حافة الأسفلت !!
ليس منا قط من لم يفقد صديق أو قريب جراء حوادث الطرق اليومية التي تحدث دون توقف، وربما يوميًا لا تخلو جريدة أو موقع إلكترونى أو صفحات فيس بوك من سرد حوادث الطرق التي تودي بحياة الآلاف سنويًا، وكغيرى كتبت في هذا الموضوع من قبل ولن يجف القلم مادام في العمر بقية حتى تجف الطرق عن الارتواء بدماء أخواتنا وأبنائنا وأهالينا، وهذا لن يحدث إلا إذا تحركت الحكومة سريعًا لتحسين شبكة الطرق بشكل آدمى والمضى قدمًا نحو تطبيق معايير السلامة العامة والأمان وزيادة الوعى حول القيادة الآمنة، فكم من أم ثكلى وكم من امرأة ترملت وكم من طفل تيتم جراء تلك الحوادث البشعة التي تهز أركان المجتمع.
على الحكومة التحرك السريع لتطوير طريق الموت "العين السخنة – الزعفرانة سابقا"! الذي يُعد من أخطر الطرق الجبلية، وكذلك الطريق الصحراوى الغربى أسيوط القاهرة، وخاصة عند وصلة دشلوط وكذلك طريق المنيا أسيوط الزراعى.
إن الدماء التي سالت انهمرت أمامها أنهار الدموع والأسى على حافة الطريق في وقت تسجل فيه مصر المرتبة الأولى في نسبة الوفيات نتيجة حوادث الطرق، ووفقًا لإحصائية منظمة الصحة العالمية تسجل مصر 42 حالة وفاة/ 100 ألف كم.
نعم شهداء حوادث الطرق فاقوا عدد شهداء مصر منذ حرب 1948 حتى الآن، وقدرت الخسائر السنوية جراء تلك الحوادث بقرابة 30 مليار جنيه، وإذا تأملنا إحصائية حوادث الطرق عن العام الفائت سنكتشف هول المشهد وبشاعته، فقد وصل عدد حوادث السيارات 14584 حادثة، نتج عنها 6203 متوفين، و19325 مصابا، و19116 مركبة تالفة.
أرى أن تطوير شبكات الطرق مشروع قومى لا يمكن إغفاله في وقت تحصد فيه الحوادث الآلاف من زهرة الشباب خاصة أن إحصائيات القتل في حوادث الطرق مازالت في ارتفاع مستمر.
ولابد من الشراكة الفاعلة بين القطاعات المختصة من وزارات النقل والداخلية والصحة والإعلام لمواجهة تلك المخاطر مع العمل السريع نحو تحسين البنية التحتية وتوفير عناصر الأمن والسلامة وتنفيذ التشريعات اللازمة نحو ضبط منظومة النقل والطرق.
رحل من رحل وتوفي من توفي، فلكل منا قدر ومسار، ولكن تبقى مسئولية الدولة تجاه مواطنيها قائمة في توفير بيئة آمنة وشبكة طرق صالحة حتى لا تتزايد ضريبة دمائنا على الأسفلت.
رحم الله كل ضحايا شهداء الطرق رحم الله ابن العم محمد سلامة قناوى ونجليه، رحم الله ابن العم محمود عزت، رحم الله الأخت والزميلة سارة حماد، رحم الله الأخ إيهاب جميل وكل ضحايا الطرق.