مسئولونا كيف يفكرون؟
شاء حظه أن يبتنى منزلا في الريف منذ أكثــر من عشر سنوات، وحينها لم ينتبه أحد إلى بنائه المخالف، وعندما انتبهوا لذلك تم التصالح، وصارت الأمور في طبيعتها إلى أن قامت ثورتا يناير ويونيو؛ ولأن الشارع الذي يقطن به الآن، بعد انتشار البيوت به يحتاج إلى كشافات إنارة بأعمدة الكهرباء؛ فقد تقدم بطلب للوحدة المحلية التابع لها لتركيب عمود إنارة، واستعجالا لذلك قام بنشر شكوى في إحدى الجرائد، ولحظه السيئ وصلت لرئيس الوحدة المسئول الذي انتفض من مكتبه، وأمر بتجهيز البرج (العربة التي تستخدم لتعليق كشافات الإضاءة)، وعندما رأى المواطنون رئيس الوحدة بنفسه يقود عربة الوحدة استبشروا خيرا وظنوا أن أحوال بلادنا قد تغيرت وأن المسئول عن الوحدة بنفسه هو من سيقوم بتركيب الكشاف..
وما هي إلا لحظات حتى اكتشف المسئول أن هذه المنطقة مبنية جديدًا على الأراضي الزراعية مما يعد مخالفة، وبدلا من تركيب الكشاف أمر قواته بالعودة من حيث أتت، وأمر بتحرير محضر للمواطن بتهمة البناء على الأراضي الزراعية وليته اكتفى بذلك، بل إنه وبحكم واجبه الوظيفي حرض -حرصا على زملائه- في الإدارات الأخري على تلك المنطقة وخاصة المواطن الذي فوجئ بسيل منهمر من المحاضر والبلاغات ضده!!
وحكى لي صديق آخر واقعة أخرى بطلاها هو ومديره في العمل تقول: إن صديقي أحضر "شبشب" لمحل عمله حيث يقضي أكثر من 6 ساعات بالعمل، ولأن به مرضا جلديا بقدميه فقد استجلب الشبشب ليخفف من آلام قدميه، لكن يبدو أنه أخطأ في تقدير الموقف، حيث لم يحز "الشبشب"على تقدير زملائه والثناء عليه، ذات يوم علقت قدم المدير بهذا الشبشب فما كان منه سوي أن امتعض بعض الشيء إلا أنه لم يعر الأمر اهتماما، وصارت الأمور في نطاقها الطبيعي إلى أن جاء اليوم الذي تم فيه التحريض على "الشبشب" بداعي أنه يعوق العمل..
فما كان من المدير إلا أن أمر صديقي بأخذ الشبشب معه إلى حيث منزله، انصاع صديقي للأمر إلا أنه تمهل قليلا في التنفيذ فما كان إلا أن ظن المدير المسئول أن أحد موظفيه يتحداه، وهنا انتفخت أوداجه وانتهز الفرصة وقام بإخراج هذا العدو الدخيل "شبشب" خارج نطاق العمل، وألقى به في سلة المهملات وأمر صاحبه بالانصياع للأمر، وهو الأمر الذي وجده أصدقاء زميلي فرصة للتهكم عليه، بل إن بعض الزملاء الساخرين كان يتعمد إحراجه بأداء الأغنية الرائعة الشهيرة للدلوعة سما المصري بحسب الفيديو الموجود لها على اليوتيوب "الشبشب ضاع".