رئيس التحرير
عصام كامل

شتان بين إعلام الأمس.. واليوم (2)


لم تغب عن رواد صحافة الأمس ولا عن غيرهم هموم الوطن وأوجاعه وأحلامه، ولأجلها خاضوا المعارك الكبرى مع المستعمر وأذنابه، وعدته وعتاده، وجبروته وسلطانه، ولم ييأسوا ولم تفتر همتهم، ولا خارت عزائمهم، بل صابروا واتخذوا من القلم ومن منابر الإعلام ساحة للجهاد وتعبئة الجماهير لنيل الاستحقاقات الكبرى. 


ومضت على نهجهم صحافة الزمن الجميل حصنًا للوطنية، ومحرابًا للعلم والفن والثقافة قبل أن تنفتح آفاق التطور الإلكتروني عن تقدم تقني مذهل، صادفه للأسف تراجع واضح في دور الصحافة المطبوعة، وتردٍ في مقومات الريادة ومنظومة القيم والأخلاق، وانفلات في زمام الإعلام الذي آوت إليه جحافل أكثر عددًا وأقل وزنًا ومهنية وحضورًا في الفضاء العام.

تآكل جيل الأساتذة وتضاعفت نوافذ الإعلام وأطلت منها كثرة تفتقد التأهيل والتأثير..حضرت السبوبة وغابت الرسالة والرؤية ومعهما أولويات الوطن.. نسمع طحنًا ولا نرى طحينًا أو كما يقول الشوام "طق حنك".. ولا شهدنا إجماعًا حول شواغل الأمة وقضاياها المصيرية، بل تداهمنا أجندات شتى، تحكمها الأهواء والمصالح الخاصة، وتحركها سطوة رأس المال وحساباته..اختلفوا حول الوطن لا على أرضيته ومصالحه العليا.
الجريدة الرسمية