رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد رجب يكتب: لماذا نعشق التعذيب

أحمد رجب
أحمد رجب

في مجلة الجيل عام 1959 كتب أحمد رجب يفند أسباب الإقبال على أفلام الرعب والتعذيب فيقول: " سألت الدكتور عبد المنعم المليجي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس.. حدثني عن سبب إقبال الناس بجنون على أفلام الرعب والتعذيب برغم علمهم أنها مزعجة ومحطمة للأعصاب".


وأضاف:" إرضاء للنفس ونوازعها فمثلا فيلم "دراكولا " أو فيلم "أريد أن أعيش" لسوزان هيوارد هو صورة مهذبة للملاعب التي كان يصفق فيها الألوف أيام الرومان، وهم يرون الأسود والنمور تلتهم المسيحيين".

وتابع:" الإنسان مليئ في أعماقه اللاواعية بدوافع عدوانية ورغبات مكبوتة، فإذا رأى موقفا مرعبا أو موقفا تعذيبيا لإنسان هاجت في أعماقه هذه الدوافع لتحقق الرعب والقلق والرضا والاطمئنان مجتمعة.. كل إنسان مثلا شاهد الفيلم كان يعطف على سوزان هيوارد، وهو في الحقيقة يعطف على نفسه، فالمأزق الذي وقعت فيه محتمل أن يقع هو فيه، ونفس العقوبة محتملة، ثم يتبين له وهو يرى هذه المواقف أنه سليم ولم يمس بسوء، لذلك فهو يحقق إرضاء عميقا خفيا لذاته، والإرضاء يتحقق أيضا من رؤية التعذيب".

وواصل "المليجي" حديثه قائلا:" حركة دراكولا وهو يمتص الدماء، تعتبر امتداد لرغبة شريرة في أعماق الإنسان لا يستطيع أن يحققها، ورؤية عملية القتل هي امتداد لعملية عشماوي، ولذا نرى سوزان هيوارد تصيح وتطلب أن يضعوا قناعا على عينيها حتى لا ترى القتيلة..وهم الذين يتفرجون عليها، ثم يأتي عنصر الرعب من عاملين، الأول هو أن يكون الإنسان مكان دراكولا، وهذا إحساس لا يظهر للكثيرين أو أن يكون في موقف ضحية دراكولا، وهذا الإحساس يلمسه الإنسان عند مشاهدته للفيلم".

انتهى كلام الدكتور المليجى.. ياعباقرة السينما في بلدنا.. هوليود تدرس النفس الإنسانية لتكسب الملايين، فدعكم من قصة البنت التي ضحك عليها ابن الذوات، وافتحوا كتب علم النفس ولو في السنة مرة.
الجريدة الرسمية