رئيس التحرير
عصام كامل

الأخصائي الاجتماعي.. الدور المفقود في المدارس «تقرير»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كثيرًا منا لا يعرف دور الأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة، فالكثير يعتقد أنه من يقف على باب المدرسة في الصباح لاستقبال الطلاب المتأخرين وما عليه إلا كتابة أسمائهم في سجلات التأخير، والبعض يعرف أنه المدرس المختص بحل المشكلات، وعند حدوث أي شجار بين الطلاب يهددهم مدرس الفصل أنه سوف يبلغ الأخصائي الاجتماعي وكإن دوره مثل دور "ضابط الشرطة".


الخدمة الاجتماعية
لكن من المفترض أن الأخصائي الاجتماعي ذلك الشخص الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية، وعلى أساس فلسفة الخدمة الاجتماعية، فهو ملتزمًا بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية، هادفًا إلى مساعدة الطلاب الذين يتعثرون في تعليمهم، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل، فهو يعتبر حجر الأساس في المدارس لإعداد جيل مهذب أخلاقيًا واجتماعيًا.

دور الأخصائي
الأخصائي الاجتماعي يختلف دوره عن دور المدرس، دوره لا بداية ولا نهاية له، فهو يتخصص في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ، داخل المدرسة وخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي.

وأيضًا يقوم بإعداد الخطة والبرنامج الزمني لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة وفقًا للإمكانات المتاحة مع تميزها باستحداث وابتكار البرامج، وإعداد السجلات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية، ويقوم بعمل دراسة وتشخيص وعلاج الحالات الفردية لكل تلميذ (الاقتصادية، الغياب، التأخر الدراسي، السلوكيات، الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية، متكرري الرسوب).

واليوم أصبح دور الأخصائي الاجتماعي مهمشا ويتجاهله الكثير ولا يقدرون أهمية وجوده بالمدارس، فعند وضع جدول الحصص المدرسية لا يتم تخصيص حصة على أقل أسبوعيًا للأخصائي حتى يقوم بدوره ويتناقش مع التلاميذ في كل الأمور الأخلاقية والاجتماعية، كما تعلم ذلك في الجامعة، وأصبح دوره مخصصا في تطبيق لائحة الانضباط المدرسي، بأن يبدأ يومه بتسجيل الطلاب المتأخرين وفي منتصف اليوم يجمع كشوف الحضور والغياب، وإرسال استدعاء ولي أمر وينتهي دوره في نهاية اليوم بتسليم تلك الكشوف إلى وكيل مدير المدرسة، للأسف الأخصائي الاجتماعي غارق في سجلاته التي تُطلب من التوجيه دون النظر إلى الجانب العلمي الذي يقوم به.

والواقع أن المدرسة ليست بحاجة إلى لائحة انضباط، المدرسة بحاجة إلى تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي بشكل فعال ومستمر ومعرفة أهمية دوره حتى تكون العلاقة بين المدرسة والطلاب تقوم على الحب والالتزام، وهذا يأتي من خلال الاخصائي الاجتماعي عندما يتناقش ويُدرس لطلاب أهمية المدرسة وكيف يكون الطالب مهذبًا؟
الجريدة الرسمية
عاجل