رئيس التحرير
عصام كامل

شتان بين إعلام الأمس.. واليوم (1)


توقعت أن يتبارى إعلامنا الذي تلهى بعضه في التفاهات والخرافات في الرد على مزاعم إعلام الغرب وما نشرته أخيرًا مجلة «الإيكونوميست» بالحجة والمنطق والحقائق؛ ذودًا عن مصر ومصالحها، واستنكارًا للتدخل في أخص شئونها لكنَّ أحدًا لم يفعلها سوى كاتبنا الهمام مكرم محمد أحمد وكان رده حصيفًا شافيًا.. وهنا تحضرني مقولة أثيرة للمفكر الإنجليزي كبلنج مفادها "إذا لم تكن لديك قضية تموت من أجلها فلا تستحق حياة وهبها الله لك"..


الخبرة التاريخية تقول بوضوح إن الصحافة المصرية ولدت من رحم قضية كبرى تبنتها وسهرت على تحقيقها، وهي "استقلال الوطن" وتعافيه من مثلث الجهل والمرض والفقر، وهي إشكالية أظنها لا تزال تؤرق مصر، وتقض مضجعها، وتشكل عائقًا حقيقيًا في طريق تقدمها.. وقد سخر لها مفكرون عظام من أساطين الثقافة وأرباب القلم وقتهم وجهدهم، أمثال أحمد لطفي السيد، صاحب الشعار الأثير "مصر للمصريين"، وكذلك المفكران العظيمان جمال الدين الأفغاني وتليمذه النابغة الإمام محمد عبده وهما اللذان اتخذا من التنوير شعارًا وموقظًا لوعي الشعوب الإسلامية والعربية، كما كان لواء مصطفى كامل نبراسًا أضاء لمصر طريق الحرية والكرامة والنهوض والاستقلال..
ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية