عبد العزيز وحطب والنجاح في إدارة الفشل بامتياز!
أشعر بكثير من الاستغراب الذي يصل إلى مرحلة الذهول من تناول وسائل الإعلام المختلفة تبعات فشل بعثة مصر في الأولمبياد الأخير بالبرازيل.. استغرابي ليس نابعا حزنا على الملايين التي تم صرفها لإعداد من ذهبوا وفشلوا فشلا ذريعا وذلك لأن إهدار المال العام في مصر أصبح مثل صباح الخير كل يوم ولا أحد يسأل ولا أحد يحقق لأن من هم معنيون بهذا الإهدار مسنودون أو بمعنى أدق محصنون.. كما أن ذهولي ليس سببه حالة الهدوء والثقة بل والغرور التي صاحبت تصريحات وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز عقب العودة من البرازيل والتي شككتني في حصيلة ما خرجت به مصر من هذه الدورة.
ذهولي واستغرابي نابع بكل أمانة وصدق من تناول وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هذا الفشل.. التناول الذي تم أكد لي بما لا يدع مجالا للشك أن هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية وخالد عبد العزيز وزير الرياضة نجحا في إدارة هذا الفشل بامتياز.. كما أكد لي بأن وزير الرياضة هو بالفعل مسنود ومن يقول غير ذلك فهو واهم.. فهو متحدث لبق.. دبلوماسي بارع.. حافظ للأرقام.. لديه حل لأي مشكلة إلا أي مشكلة متعلقة بنادي الزمالك!
وبالتالي فلن يقترب منه أحد مهما تعرضت الرياضة المصرية للفشل في أي وقت.. وكما يقول هو دائما "ياريت نبص لنص الكوب المليان".. طبعا هذا النص من نظر سيادة الوزير يتعلق بمراكز الشباب والمنشآت الجديدة والتي بها الكثير والكثير من علامات الاستفهام ستظهر في وقتها من جانب الكثيرين.
لن أتهم زملاءنا الذين سافروا مع بعثة اللجنة الأوليمبية سواء الرسميين أو المجاملات.. ولن أتهم من لم يسافروا ولكن يرتبطون بعلاقات قوية مع الوزير ورئيس اللجنة الأوليمبية.. ولن أتهم زملاءنا الذين وجد لهم الوزير ورئيس اللجنة أماكن كثيرة تناسبهم بشكل رسمي وشرعي.. ولن أتهم إعلاميي الفضائيات لأنني على علم بما يدور خلف كواليس الشاشة في الكثير من هذه البرامج ولنا في حملة شوبير على آل الهواري قبل انتخابات الجبلاية عظة وعبر...
اللوم الوحيد من وجهة نظري هو متعلق بالإعلام الذي لا يرتبط بأي مصالح مباشرة سواء مع اللجنة الأوليمبية ورئيسها أو مع وزير الرياضة ورئيسها خاصة وأن الفشل الأوليمبي الذي حدث دخل فيه مجلس الشعب بشكل مباشر وواضح من خلال لجنة تقصي الحقائق الذي أثير حولها لغط كبير في موضوع نفقات سفرها.
وأخيرا..أنا على يقين تام بأن هذا الفشل سيمر مرور الكرام مثل غيره وأن من سيتحدث في هذا الموضوع سيخرج في النهاية مشوش ومن الممكن مشوه وسيقول في النهاية إن اللي حصل ده إنجاز ما بعده إنجاز والفلوس اللي اتصرفت دي متجيش ملاليم من اللي اتصرف في دول أخرى.. ولذلك أقولها بالفم المليان: "حسبي الله ونعم الوكيل!".